الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 26 نوفمبر 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يُهَانوا من أجل اسمهِ!
«ذهَبُوا فَرِحِينَ .. لأنهُمْ حُسِبُوا مُستأْهِلِينَ أَنْ يُهَانوا مِن أَجلِ اسمِهِ» ( أعمال 5: 41 )
لئن كان سَيِّدنا قد أنذرنا مُقدَّمًا بما سوف يقع علينا من ضيقات واضطهادات، بسبب اعترافنا باسمهِ ( مت 5: 11 مت 19: 29 )، إلا أنه - تبارك اسمه - قد كفَّل لنا المُساندة والتعزية، وقد ترك لنا لتشجيعنا هذه الأقوال: «كُلُّ مَن تَرَكَ بُيُوتًا أَو إِخوَةً .. أَو أَبًا أَو أُمًّا أَوِ امرَأَةً أَو أَولاَدًا .. مِن أَجلِ اسمِي، يَأخُذُ مِئَةَ ضِعفٍ وَيَرِثُ الحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ» (مت19: 29).

إن التألُّم مع المسيح ضرورة إن كنا أولاد الله، أما الألم لأجل المسيح فهو امتياز مُتصل بالأمانة في خدمته. ولنأخذ مثالاً: موقف بطرس ويوحنا. لقد وقفا أمام المجمع حيث أوصاهما القوم ألاَّ يتكلَّما أو يُعلِّما باسم يسوع ربنا، لكنهما في طاعة لله أكثر من الناس استأنفا عملهما المبارك. ثم قُبِضَ عليهما مرةً أخرى بعد أن خرجا من السجن بأعجوبة، وضربهمـا المُجتمعون وأوصوهمـا أن لا يتكلَّمـا باسم يسوع، فهل خارَت قواهما، أو تخلْخلَت رُكبهما بسبب ما يتحمَّلانه؟ كلا. لقد «ذَهَبُوا فَرِحِينَ مِن أَمَامِ المَجمَعِ، لأَنَّهُم حُسِبوا مُستَأْهِلِينَ أَنْ يُهَانُوا مِنْ أَجلِ اسمِهِ». ما السر في هذا السمو على الاضطهاد والألم؟ اسم المسيح الغالي على قلبيهما، ويقين حضوره معهما، والإيمان بأن الموت ذاته ليس إلا سبيل الحياة في حضـرته إلى الأبد. فإن كان قد افتقر من أجلنا لكي نستغني نحن بفقره، فليس كثيرًا أن نتعلَّم - نظير موسى - أن نَحسب عار المسيح غنى أعظم من خزائن مصر، وأن نرتضي احتمال الاضطهاد وخسارة كل شيء «مِن أَجلِ اسمِهِ».

ولنفكِّر في مَثَل آخر لقوة اسم المسيح؛ في رسالة يوحنا الثالثة نقرأ عن إخوة خَرَجُوا «مِن أَجلِ اسمِهِ ... وَهُم لاَ يَأخُذُونَ شَيئًا مِنَ الأُمَمِ» (3يو7). والتعبير «مِن أَجلِ اسمِهِ»، في هذه المناسبة هو نفس التعبير الوارد في قصة بطرس ويوحنا. وبذلك نستطيع أن نستنتج أنه إذا كانت قيمة اسم المسيح لدى قلبي بطرس ويوحنا هي التي جعلتهما يفرحان بالألم، فهي عينها التي جعلت القدِّيسين الذين أشار إليهم الرسول يوحنا يرفضون إعالة العالم في طريق خدمة الرب. وقبل أن يتقدَّم الرب للصليب قال لتلاميذه: «حِينَ أَرسَلتُكُم بِلاَ كِيسٍ وَلاَ مِزْوَدٍ وَلاَ أَحذِيَةٍ، هَل أَعوَزَكُم شَيءٌ؟ ... قَالُوا: لاَ» ( لو 22: 35 ). أ فتراه أقل عطفًا في اهتمامه بخدامه وهو مُمجَّد الآن عن يمين الله؟ إن جيشًا نبيلاً من الخدَّام المُكرَّسِين في كل أنحاء العالم في إمكانه أن يشهد بكل سرور أنهم – بدورهم - بغير إعالة من الإنسان، أو معونة من العالم، لم يعوزهم شيء.

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net