الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 27 نوفمبر 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أنا أمضي
«أَنـا أَمضِي لأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانـًا» ( يوحنا 14: 2 ، 3)
إن البشيرين – لوقا ويوحنا - يتعرَّضان لحالة القلب والنفس التي يجب أن تتوفَّر في القديسين في الزمان الحاضر. فلوقا يعتبرنا سالكين في مشهد عدائي، هو هذا العالم المُظلم، ومن هنا يتحتَّم علينا أن نُظهر حالة القلب الأدبية بالنظـر إلى مجيء الرب. فهو له المجد غائب ونحن في انتظار مجيئه، لكن أمامنا ونحن في حالة الانتظار كلمة التشجيع «لاَ تَخَف، أَيُّهَا القطِيعُ الصَّغِيرُ، لأَنَّ أَبَاكُم قَد سُرَّ أَن يُعطِيَكُمُ المَلَكُوتَ» ( لو 12: 32 ). ففي هذا العالم نتمتع باهتمام الآب وعنايته بسهره علينا ومحبته. وفي ضوء هذا التشجيع لا داعي للقلق أو الارتباك لأي أمر من الأمور. لكنني تحت التزام أن أُظهر الحالة الأدبية التي توافق الظروف التي أُوجَد فيها؛ «لِتَكُن أَحقَاؤُكُم مُمَنطَقَةً وَسُرُجُكُم مُوقَدَةً، وَأَنتُم مِثلُ أُنَاسٍ يَنتَظِرُونَ سَيِّدَهُم مَتى يَرجِعُ مِنَ العُرسِ» (ع35، 36).

وفي إنجيل يوحنا نجد الرب يُكلِّمنا عن ذهابه. فكأنه أراد أن يقول في إنجيل لوقا: أنا آتي، وفي يوحنا: أنا ماضٍ. أنا مزمع أن أنقل آمالكم وتطلُّعاتكم إلى مكانٍ آخر. ولذلك يُحدِّثنا في يوحنا 14 عن ”بيت الآب“. نحن نعرف بعض المعرفة ماذا عسَاه أن يكون مكانًا ”بيت الآب“، إنه خير ما تريد محبته أن تُعطي، إننا نعرف الآب، ونعرف قلبه، ولئن كنا نقيس كل شيء بمقياس هذه المحبة، لكن المحبة نفسها لا قياس لها، إنها فائقة المعرفة. فكل قلب الآب قد أُعلن وأُظهر في ابن محبته، ونعلم أن بيت الآب لا بد أن يُطابق مثل هذه المحبة. ففي إنجيل يوحنا – إذن – نرى الرب يسوع مُرتحلاً من هذا العالم، صاعدًا إلى الأعالي، مُنتقلاً بقلوبنا وآمالنا إلى ذلك المكان البهيج حيث هو له المجد، ويقول لنا: إنه إن مضى سيأتي أيضًا ويأخذنا لنفسه، حتى حيث يكون هو نكون نحن أيضًا. لقد مضى حتى لا تظل عواطفنا مُرتبطة بعد بمكان ليس هو فيه، آه يا أخي! إن هذه الحالة المزدوجة ينبغي أن تتوفـر في قلوبنا في الفترة الحاضرة، فإذ نحن عابرون في برية ينبغي أن نسير مُمنطَقين يَحدونا رجاء مجيئه، ساهرين وعلى استعداد للرحيل. والحارس اليَقظ هو الذي يبقى ساهرًا، لامع الشهادة، وقلبه يتطلَّع إلى مجيء سيده. فهل هذه الرؤى المجيدة تملأ أنظارنا؟ لو كان هذا هو الواقع لكُّنا ننفصل عن آلاف الأشياء، وكنا ننتقل باهتماماتنا بعيدًا عن الأرض. وهل هذا كثير، وربنا المبارك قد مضـى إلى السماء ونقل عواطفنا إلى ذلك المكان المُشرق حيث يوجد؟

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net