الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 28 نوفمبر 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
إلحاح الإيمان
«نعَم، يَا سَيِّدُ! وَالكِلاَبُ أَيضًا تأكُلُ مِنَ الفُتاتِ الذِي يَسقُطُ مِن مَائِدَةِ أَربَابهَا!» ( متى 15: 27 )
في حالة المرأة الكنعانية نكتشف طيبة قلب الله ( مت 15: 21 -28). فالنعمة الإلهية كانت مستعدة لتتدفق بحرية، دون النظر للأشخاص، ولذلك كان في إمكان الأُمم وأيضًا اليهود أن يتمتعوا بها. شيء واحد فقط كان مطلوبًا من جانب المُتلقي؛ إخلاص القلب. وقد خاطبت المرأة الكنعانية يسوع كابن داود عندما «صَرَخَت إِلَيهِ قَائِلَةُ: ارحَمنِي، يَا سَيِّدُ، يَا ابنَ دَاوُدَ!» (ع22). لقد تقدَّمت إليه كأنها واحدة من بني إسرائيل، ظانة ـ ربما ـ أنها تضمن فرصة أكبر أن يسمع صراخها. لقد كان هناك شيء من عدم الأمانة في هذا المسلَك، ولذلك «لَم يُجِبْهَا بِكَلِمَةٍ» (ع23).

ولكن، مع عدم الأمانة، كان هناك أيضًا إلحاح الإيمان، حتى إن التلاميذ تدخلوا، طالبين أن يصرفها بسبب صياحهـا، وهذا أدَّى إلى كلمات الرب في ع24 والتي تُلقي الضوء على خطأها «لَم أُرسَل إِلاَّ إِلَى خِرَافِ بَيتِ إِسرَائِيلَ الضَّالَّةِ». عندئذٍ قدَّمت المرأة طلبتها على أساس احتياجها «فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قَائِلَةً: يَا سَيِّدُ، أَعِني!» (ع25)، وهذا أدى إلى كلمات فاحصة أكثر وَجَّهها إليها الرب. فقد كانت إرساليته لبيت إسرائيل، الذين وإن كانوا موتى روحيًا، كانوا في مكانة البنين، بينما كان الأُمم في مكانة الكلاب، نجسين وخارج مجال تعاملات الله. وكان في كلام الرب يسوع اختبارًا حقيقيًا للمرأة. فهل تتخلَّـى نهائيًا عن الإدّعاء وتأخذ مكانها الحقيقي في تواضع؟

لقد فعلت هذا بشكل باهـر. وردَّها «نَعَم، يَا سَيِّدُ! وَالكِلاَبُ أَيضًا تَأْكُلُ مِنَ الفُتَاتِ الذِي يَسقُطُ مِن مَائِدَةِ أَربَابِهَا!» (ع27)؛ هذا الرَّد معناه: ”حقًا، لستُ إلا أُممية، ولكن حتى بين البشر هناك فائض يكفي لإطعام الكلاب، وإني واثقة أن قلب الله ليس أقل اتساعًا من قلوب البشر“. وفي هذا الرَّد لمس الرب يسوع في الحال إيمانًا عظيمًا، وقد شهد له، ووَهَبها كل سؤلها. وهكذا، للمرة الثانية يكتشف إيمانًا عظيمًا، ويشهد له. وفي كِلتا الحالتين ـ قائد المئة في متى 8: 5-13، وهنا - كان مَن أظهر الإيمان العظيم أُمميًا، وفي كِلتا الحالتين ارتبط الإيمان بالحُكم على النفس بعدم الأهليَّة. فقائد المئة أقرّ «يَا سَيِّدُ، لَستُ مُستَحِقًّـا أَن تَدخُـلَ تَحتَ سَقفِي» ( مت 8: 8 )، وقالت المرأة الكنعانية هنا ما معناه ”لستُ إلا كلبًا“ ( مت 15: 27 ). وما نراه دائمًا هو أن الأفكار العالية عن الذات يصحَبها الإيمان القليل، وفكر الاتضاع يصحَبه الإيمان العظيم. فلنفحص ونرى، هل هذا يُفسِّر قلة إيماننا؟

ف. ب. هول
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net