الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 29 نوفمبر 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
شمشون .. شفاءٌ عظيمٌ
«وَقَالَ شَمشُونُ: لِتمُتْ نفسِي مَعَ الفِلِسطِينيِّينَ» ( قضاة 16: 30 )
كما يتعرَّف الطفل على طبيعة النار بعد أن يُلسَع بها، فيرفض لمْسها مرةً أخرى، كذلك فإنَّ فَشَلَ شعب الله يُعلِّمهم دروسًا ذات قيمة عظيمة، بها ينتصر الله، ويُخرج الخير من الشـر. وهكذا كان الحال في موضوع شمشون الذي شعر وهو في الأَسْر بخداع صداقة دليلة، فتحوَّل إلى الرب «وَابتَدَأَ شَعرُ رَأسِهِ يَنبُتُ» ( قض 16: 22 ). لقد حكَم على هؤلاء الذين أصابوه في عينيه وأضعفوه، وكان موقفه من نحوهم موقفًا لا يقبل المُساومــة، وكانت النتيجة أنه انتصر عليهم نصرًا أعظم من أي نصر تمكَّن منه في أي وقت من أبهى أيامه. وبالرغم من أن هذا النصر كان موتًا بالنسبة له، إلا أنه كان نصرًا عظيمًا وحقيقيًا.

إنه أمر مُعزٍ جدًا أن نتذكَّـر أن الرب لا يتغيَّر وأنه مستعــد دائمًا للصفـــح والهداية. فنعمة الرب أعظم من كل خطايا شعبه، ومحبته التي لا تنطفئ تلتهب بكل لمعانها، ولا يمكن أن تَخبو لأنه هو هو أمسًا واليوم وإلى الأبد. فلو كنا قد وقعنا في شَرَك الامتثال للعالم، فاستمالنا للانحدار من طريق التكريس بتثبيت العين البسيطة على الرب واتكال القلب المُوَّحَد عليه، لِلَّهْوِ مع العالم، فشعرنا بمرارة ما فعلنا، فها تشجيع لنا، ومَن قد سمع لصلاة شمشون، سيستمع إلى صراخنا ليُعطينا العتق والنصرة.

ولكن لا بد أن نَحكم على كل من الذات الموجودة فينا، والتي خدعها العالم، والعالم الذي خدعنا أيضًا. هذا هو الدرس الذي يُعلِّمنا إيَّاه موت شمشون. ولكي نحكم على العالم وعلى الذات فلا بد أن ننصرف عن كليهما تمامًا إلى الرب وحده. فهذا هو الطريق الذي سلَكه الرسول بولس، الذي قال عن نفسه: «وَأَمَّا مِن جِهَتِي، فَحَاشَا لِي أَن أَفتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ المَسِيحِ، الَّذِي بِهِ قَد صُلِبَ العَالَمُ لِي وَأنَا لِلعَالَمِ» ( غل 6: 14 ). وهنا نجد إعلانًا عن نهاية العالم الديني، وعن نهاية بولس الذي ربما يكون قد خُدع به. لقد فضح صليب المسيح هَوية كل منهما، وأما عظمة المحبة التي أُظهِرت بالصليب، فقد جعلت بولس نذيرًا إلى الأبد، وبالتالي جعلت منه إنسانًا مُنتـصرًا ومُبتهجًا، لأن النذير لا يُغلَب طالما يحفظ انتذاره. وهذا الطريق يُرحِّب بالجميع، وربما يَكمُن فيه الاضطهاد والرفض من العالم، لأن السالكين فيه سيُزدرى بهم بكل تأكيد باعتبارهم متعصبين وضيقي الأُفق، وربما يُحتم عليهم حمل سِمات الرب يسوع في أجسادهم ( غل 6: 17 )، لكنهم سيَحظون بالغلبة وإكليل البر وابتسامة رضى الرب في نهاية المعركة ( رؤ 3: 21 ).

موسون
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net