الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 13 ديسمبر 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الصوت المُنخفض الخفيف
«وَإِذا بِالرَّبِّ عَابرٌ وَرِيحٌ ... زَلْزَلَةٌ ... نـارٌ ... وَبَعدَ النـارِ صَوتٌ مُنخفِضٌ خفِيفٌ» ( 1ملوك 19: 11 ، 12)
من المُحزن أن الشاهد المتألق على جبل الكرمل (1مل18)، يتحوَّل إلى رجل خائف وهارب من تهديدات امرأة. ولقد قصد الله أن يُسجِّـل هذه الواقعة ليس لنُدين خادمه المُكرَّم، بل لأجل تعليمنا؛ فأعظم المؤمنين لو تُرك لقوته الذاتية ستكون النتيجة السقوط والفشل ( أم 29: 25 ). وهذا ما حدث لإيليا حيث أصابَهُ اليأس. لكن لنلاحظ كيف اعتنى الله به. إذا حدث أن تعرَّضنا للقنوط والفشل، فإن صلاح الله لا ينتهي بالنسبة لنا.

وصل إيليا إلى جبل حوريب ( 1مل 19: 8 )، وهو جزء من جبل سيناء، المكان الذي فيه أُعطي الناموس، وهناك سأله الله: «مَا لَكَ هَهُنَا يَا إِيلِيَّا؟» (ع9). وهو سؤال هام لشخص ترك شعب الله. وإجابته أظهرت مركزه الخاطئ. إنه هناك لكي يتَّهم ويشكو! وبينما كان موسى في تلك البقعة يتشفَّع لأجل الشعب ( خر 32: 11 )، كان إيليا «يَتوَسَّلُ إِلَى اللهِ ضِدَّ إِسرَائِيلَ» ( رو 11: 2 ). إن الشكاية على أولاد الله، والتي تتَّخذ بعض الأحيان شكل الوشاية والنميمة، يعني أننا نعمل عمل الشيطان ( رو 12: 10 )، بينما في الشفاعة لأجلهم نتمثَّل بعمل الرب يسوع المسيح ( رو 8: 34 ).

وعلى عكس أفكار إيليا، لم تكن الكلمات التي أراد الله أن يُوجِّهها إلى إسرائيل كلمات الدينونة. لم يكن الرب في الريح ولا في الزلزلة ولا في النار. إن الصوت المُرعِد الذي نجده في مزمور 29: 3-9 «صَوتُ الرَّبِّ بِالقُوَّةِ. صَوتُ الرَّبِّ بِالجَلاَلِ»، يصمت الآن، لكي يتكلَّم صوت النعمة المُنخفض الخفيف. وبالنسبة للعالم ليس الوقت وقت الدينونة، بل هو زمان النعمة الذي يغفر للخاطئ. يستطيع الله أن يُنبِّه الناس بإعلان قوته، لكن لكي يلمس قلوبهم لا بدَّ من صوت النعمة الخفيف. ولكن لكي تسمع هذا الصوت يجب عليك أن تشعر أولاً بعدم استحقاقك.

إيليا لم يفهم هذه الرسالة، وكان لا بدَّ أن يُزاح جانبًا، ويُدعَى أليشع ليشغَل مكانه، الذي سيكون قادرًا أن يُوصِّل كلمات المحبة هذه إلى الشعب. ثم علَّمه الرب درسًا آخر: لقد صعد إلى الجبل وهو يعتقد أنه الوحيد الأمين، لكن عندما نزل عرف أنه لم يكن إلا واحد من السبعة الآلاف التي أبقاها الرب لنفسه في إسرائيل. وإذ عجز إيليا أن يجدهم، فإن الله من الناحية الأخرى كان يعرف كل واحد منهم ( 2تي 2: 19 ).

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net