الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 24 ديسمبر 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الانفصال والاكتفاء
«فَليَأخذِ الكُلَّ أَيضًا (صِيبَا) بَعدَ أَنْ جَاءَ سَيِّدِي المَلِكُ بِسَلاَمٍ إِلَى بَيتِهِ» ( 2صموئيل 19: 30 )
بعد فشل ثورة أبشالوم، باتَ أمل الشعب الوحيد هو استعادة داود للعرش. فليس هناك عدل ولا سلام، ليس اطمئنان ولا استقرار سياسي، وليس نصـرة على الأعداء ولا مجد للأُمة، إلا إذا استعَاد الملك حقوقه الشرعية. عودة الملك كان هو الاحتياج في ذلك اليوم، وشوق القلوب كان للمَلك. وكما كان هناك شوق لعودة داود لعرش إسرائيل، هكذا يجب أن يكون هناك شوق في قلوبنا لعودة ربنا الآن. وعندها - وعندها فقط - كل شيء سيكون في مكانه عندما يأخذ الرب مكانه الشرعي.

إن الانفصال والاكتفاء هما ما يجب أن نتميَّز بهما في ضوء عودة الملك ثانيةً. لقد أتى مفيبوشث للقاء الملك مُبرهنًا على ولائه التام، فخلال فترة غياب الملك لم يعتنِ برجليه ولا غسَل ثيابه ( 2صم 19: 24 ). وبينما كانت الاحتفالات مستمـرة في أورشليم تكريمًا لأبشالـوم واحتفالاً بتتويجه، كان هناك رَجُل واحد لم يشترك في كل هذا، بل كان ميتًا تمامًا لهذا المشهد كله. كان في ولاء تام لمسيح الله المرفوض، حتى لو أخطأ داود فَهمه. لكن ربنا لا يُخطئ كما أخطأ داود، فإن كنا نتألم من أجل ربنا يسوع المسيح، وإن رفضنا الاشتراك في مباهج هذا العالم، وإن كنا غير متناغمين مع مسَار الأحداث هنا على الأرض، فنحن نعلم أننا لن نُفهَم بشكل خاطئ من قِبَل ربنا المبارك. فهو غائب عن المشهد، وهذا يكفي لأن يجعل الشخص الأمين للمسيح لا يتوافق مع ما هو على الأرض، لأن قلبه مشغول بإنسان في المجد.

إن كان ما ميَّز مفيبوشث يوم أن حكم أبشالوم هو الانفصال، فإن ما ميَّزه عندما رجع الملك هو الرضا والاكتفاء. لقد كان مستعدًا لأن يترك الأرض، وكل شيء يضيع في فرح كامل بعودة داود «فَليَأخُذِ الكُلَّ أَيضًا (صيبا) بَعدَ أَن جَاءَ سَيِّدِي المَلِكُ بِسَلاَمٍ إِلَى بَيتِهِ» (ع30). أخذ صيبا الميراث، لكن مفيبوشث كان مُكتفيًا بالشخص.

وكما أن مفيبوشث أعلن أنه مَدين بالكل لداود ( 2صم 19: 28 )، هكذا نحن أيضًا علينا أن نقنَع أننا نَدين بالكل لربنا يسوع المسيح. وفي ضوء مجيئه القريب، علينا أن نكون مُستعدين لأن نُكابد خسارة كل الأشياء برضى، لأنه مُزمع أن يأتي ليَسود على كل شيء باعتباره رب الكل. إن الخسارة من أجله الآن، هي ربح أبدي معه.

بيتر بيل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net