الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 2 إبريل 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أبواق وجِرار ومصابيح
«جَعَلَ أَبوَاقًا فِي أَيدِيهِمْ كُـلِّهِمْ، وَجرَارًا فَارِغَةً وَمَصَابِيحَ فِي وَسَطِ الجرَارِ» ( قضاة 7: 16 )
كان جدعون رجلاً يريد أن يتأكد من الأمور قبل الخوض فيها، وأمامنا أربعة مناسبات طلب فيها إرشاد الرب، والرب طمأنه للنتائج. أولاً: رغبته في أن يعلن له الملاك عن هوية مُحدِّثه ( قض 6: 17 ، 18). ثم امتحانا جدعون المُتعلقان بجزة الصوف ( قض 6: 36 -40). وأخيرًا عندما وجهه الرب لأن ينزل إلى محلة مديان حيث سمع الحُلم الذي كان يقصّه أحد الرجال، عن رغيف خبز شعير يتدحرج في محلة المديانيين فقلب الخيمة ( قض 7: 9 -15). لقد علِم المديانيون أنهم سيخسرون المعركة وأنهم مهزومون. فرغيف خبز الشعير ليس بالهيئة القوية بل هو أداة متواضعة جدًا. وأعتقد أن الرب كان فقط يريد أن يوضح لجدعون صِغَـر حجمه؛ فبرغيف خبز الشعير أوضَح الرب لجدعون أنه هو الذي يحارب عنهم، وأن النُصـرة مضمونة مُسبَّقًا.

فأخذ جدعون ثلاث فرق الجيش وأمدَّهم بمعدات الحرب «جَعَلَ أَبْوَاقًا فِي أَيْدِيهِمْ كُلِّهِمْ، وَجِرَارًا فَارِغَةً وَمَصَابِيحَ فِي وَسَطِ الْجِرَارِ». يا لها من عدّة غريبة جدًا للخوض بها في معركة، لكنها كانت من ترتيب الله، وأطاع جدعون! وكان لسان حالِهِ لِرِجَاله: ”عندما أعطيكم الإشارة فافعلوا ما أفعل، اتبعوني“؛ «انْظُرُوا إِلَيَّ ... فَيَكُونُ كَمَا أَفْعَلُ أَنَّكُمْ هَكَذَا تَفْعَلُونَ» (ع17). هذه لغة رجل يقود قديسـي الله بطريقة إيجابية، إذ كان متأكدًا من صحتها، كما أنه كان يعرف ما هو فاعل، فوجَّه الشعب لأن يفعل مثله.

ولمَّا حانت اللحظة الحاسمة بوَّق الثَّلاَثَ مِئَةِ الرَّجُلِ بالأبواق، مُحدِثين دَويًا هائلاً من جراء ضرب ثلاث مئة بوق في وقتٍ واحد، وكسَّروا الجرار، فلمع نور المصابيح، وهروَل المديانيون هربًا لحياتهم. وإتمامًا لقول الرب، هُزم العدو. وفي 2كورنثوس 4: 7 نجد التفسير لذلك حيث يقول الرسول بولس: «لَنَا هَذَا الْكَنْزُ فِي أَوَانٍ خَزَفِيَّةٍ، لِيَكُونَ فَضْلُ الْقُوَّةِ لِلَّهِ لاَ مِنَّا». والأواني الخزفية هي الجرار؛ هي أجسامنا الضعيفة التي يسكن بداخلها أشياء غالية قد وضعها الله هناك للشهادة لشخصه. وتنتشـر الشهادة، بعد الضـرب بالأبواق، من خلال الآنية الضعيفة، بعد كسرها أي عندما يخضعوا ويتضعوا تحت يد الله، ويبقوا هناك، حينئذ تنتج شهادة كافية لأن تواجه كل قوى العدو، ولأن تهزم كل جيوشه. إخوتي الأحباء: إننا مساكين؛ مخلوقات ضعيفة في ذاتها، لكن لو تواضعنا تحت يد الرب لخرجت منا شهادة تكفي لمسـرَّته ولمجده.

فرانك والس
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net