الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 3 إبريل 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ثمر التأديب
«كُلَّ تأدِيبٍ ... يُعْطِي الذينَ يَتدَرَّبونَ بـهِ ثـمَرَ بـرٍ لِلسَّلامِ» ( عبرانيين 12: 11 )
زعَموا أن قطعة صغيرة من الخشب تذمَّرت بمرارة في أحد الأيام لأن مالكها كان يبري منها ويحفرها بالإزميل، ويُحدِث فيها ثقوبًا. لكن مَنْ كان يعمل هذه الأشياء لم تهمّه احتجاجات قطعة الخشب. لقد كان يصنع من قطعة خشب الأبنوس تلك مزمارًا، وكان أحكم من أن يتوقَّف عندما صدر عن الخشبة احتجاج مرير. وقال مالكها: ”أيتها الخشبة الصغيرة، لولا هذه الشقوق والثقوب وكل هذا القص لكنتِ ستظلين قطعة خشب عادية للأبد؛ قطعة من الأبنوس غير نافعة. فالذي أفعله الآن يمكن أن يبدو كأنه تدمير لكِ، لكنه بدلاً من ذلك سوف يُحوِّلك إلى مزمار. إن موسيقاكِ الجميلة سوف تهدئ النفوس المضطربة، وتُعزّي القلوب الحزينة. إن تقطيعي لك هو ما سيصنعك، لأنه بهذه الطريقة فقط يمكن أن تكوني بركة في العالم“.

إن معنى هذا المَثَل الرمزي واضح: فالمزمار الذي ستمتزج موسيقـاه في الأوركسترا صار آلة موسيقية فقط بالسكين والمبرد اللذين ملآه بالشقوق والثقوب التي بدَت كأنها تدمير له. لكن هدف السَيِّد كان أن تصبح الخشبة آلة موسيقية لتسبيح الرب.

أيها الأحباء: إن الله الآب المُحبّ يُشكلنا ويؤدبنا ويُصححنا بمعاملات وتجارب تبدو أنها مؤلمة ومُحزنة وقاسية. ولكي ما يحفظ أقدامنا في الطريق الصحيح، يستخدم معنا الطرق التأديبية لكي يعتقنا من قوة الجسد، ويجعلنا شركاء في قداسته. وكل الآلام التي يسمح بها على أولاده الغرض منها إما التأديب أو التقويم، أو للإتيان بهم إلى اكتشاف خطية أو تعديات دفينة، والتغلُّب عليها. أو تكون للامتحان، وبهذا يَتقوون ويرتفعون إلى مستوى أسمى من الاختبار والمنفعة، أو تكون امتيازًا وشرفًا كشهادة للمسيح، من أجل اسمه وللتخبير بفضائله. فدعونا نكون صبورين، وندَع تأديب الرب يعمل عمله في حياتنا. ولنثق أن آلام الحاضر تؤدي إلى الربح الدائم. ومن المؤكد أنه في يومٍ آتٍ سنرى كل الطريق الذي قادنا الرب فيه، وسنفهم فهمًا تامًا كل ما لحقنا من تجارب وأحزان كنا نحتاج إليها لتدريبنا وبركتنا. عندئذٍ سنكون قادرين أن نرنم ونبارك اليد التي قادت، والقلب الذي كان يرسم ويحنو. ولكن دعونا نرنم من الآن:

وقَبِّلي أيدي أبٍ يؤدِبُ البنينْ
فإن تأديبَ العلِّي للنفعِ بعدَ حينْ

فـايـز فـؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net