الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 6 يوليو 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
سيفٌ بلا جدوى
«وَإِذا وَاحِدٌ ... اسْتلَّ سَيْفَهُ وَضَرَبَ عَبْدَ رَئِيسِ الكَهَنةِ، فَقَطَعَ أُذنهُ» ( متى 26: 51 )
تذَّكر التلاميذ – وقد أساءوا الفهم – كلمات الرب عن السيف ( لو 22: 35 -38). لذلك سألوه: هل هذا هو الوقت الذي يستخدمون فيه السيفين اللذين كانا معهم؟ وقبل أن يسمعوا إجابة الرب، أسرَع بطرس وهجَمَ على رَجُل – اتضح أن اسمه ”مَلْخُسَ“ – كان عبدًا لرئيس الكهنة ( يو 18: 10 ، 26، 27).

تُرى لماذا فعل بطرس ذلك؟ لقد أراد أن يؤيد كلمات افتخاره التي تكلَّم بها في العليَّة ( لو 22: 33 )، وتكلَّم بها أيضًا وهم في الطريق إلى البستان ( مت 26: 30 -35). لقد نام بطرس في الوقت الذي فيه كان ينبغي أن يُصلِّي. وتكلَّم في الوقت الذي فيه كان ينبغي أن يستمع. وافتخر في الوقت الذي فيه كان يجب أن يخاف. والآن ها هو يُقاوم بينما كان عليه أن يخضع!

لقد ارتكب بطرس سلسلة أخطاء عندما هاجم ”مَلْخُسَ“ بالسيف. فلقد كان يُحارب العدو الغير صحيح بسلاح غير مناسب! فأعداؤنا ليسوا من لحم ودم، ولا يمكن أن نهزمهم بأسلحة عادية ( 2كو 10: 3 -6؛ أف6: 10-18). لقد حارب الرب يسوع، الشيطان، بكلمة الله في تجربة البرية ( مت 4: 1 -11). وهذا هو السلاح الذي يجب أن نستخدمه نحن دائمًا ( أف 6: 17 ؛ عب4: 12).

إلا أن بطرس أظهر أيضًا موقفًا فكريًا خاطئًا، واتكل على القوة الخطأ أيضًا. فبينما كان الرب يسوع خاضعًا، كان بطرس مشغولاً بإعلان الحرب! وكان مُتكلاً على ”ذراع البشر“، فلم يتعامل مع الموضوع بأسلوب الرب يسوع ( يو 18: 36 ). وموقفه هذا يُعتبر تحذيرًا لنا؛ فقد يتصـرَّف أهل العالم بهذا الأسلوب، لكن ليس هذا هو الأسلوب الذي ينبغي أن يتبعه خدام الله ( مت 12: 19 ؛ 2تي2: 24).

نحن عندما نتصرَّف بالنعمة بينما يُعاملنا الآخرون بالشر، فإننا نتمثَّل بالمسيح ( مز 103: 10 ). لقد أظهر الرب نعمة لبطرس بأن وبَّخ خطيته، وأصلَح الضرَر الذي صنعه. كما أظهر نعمة لمَلْخُس العبد، بأن شفى أُذنه. كما أظهر نعمة للعالم أجمع بأن خضع طواعيةً للغوغاء، وذهب طواعيةً إلى الجلجثة؛ فهو لم يأتِ ليدين، بل ليُخلِّص.

ولم تكن آخر معجزات الرب قبل الصليب معجزة ضخمة تجذب الانتباه. لقد كان بإمكان الرب يسوع أن يطلب اثنى عشـر جيشًا من الملائكة ( مت 26: 53 )؛ جيشًا لكل تلميذ من التلاميذ الأحد عشـر، وجيشًا لنفسه. لكنه لم يفعل هذا، وبدلاً من أن يعمل أعمالاً مُبهرة، نراه، بكل حُب، يشفي أُذن هذا العبد، ثم يُعطيهم يديه ليربطوه!

وارين ويرسبي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net