الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 7 يوليو 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لا تُحزنوا روح الله
«لاَ تحْزِنوا رُوحَ اللهِ القُدُّوسَ» ( أفسس 4: 30 )
يُعاني الكثير من المؤمنين الحرمان مِن الأفراح والتعزيات، وكثيرًا ما يكون هذا هو الحال في الاجتماعات، ويظن البعض أن عدم التعزية راجع الي ظروف البرية، لكن كلمة الله تكشف لنا السـر الخطير للحرمان من الأفراح والتعزية؛ خطية إحزان الروح القدس!

إن الروح القدس يسكن في المؤمـن لحظة قبوله المسيح مُخلِّصًا، ولا يُفارقه حتى مجيء الرب وتغيير الأجساد «إذ آمَنتُم خُتِمتُمْ بِرُوحِ الْمَوْعِدِ الْقُدُّوسِ، الَّذِي هو عَربُونُ مِيرَاثِنَا، لِفِدَاءِ المُقتَنَى» ( أف 1: 13 ). والروح القدس طوال الطريق يُعلِّم ويُذكِّر المؤمن بأقوال ربنا يسوع المسيح، بل وأيضًا هو المُعزي طوال رحلة البرية. لكن المشكلة عندما يحزن هذا المعزي في داخل المؤمن!

وما الذي يُحزِن الروح القدس؟

(1) عدم القداسة: في أفسس 4 يُحرِّضنا الرسول بولس على الابتعاد عن السلوكيات التي لا تُمجِّد الله من كذب، سرقه، أقوال رديَّة، وصياح وغضب؛ ثم يختم بالقول: ««لاَ تُحزِنُوا رُوحَ اللهِ القُدُّوسَ» ( أف 4: 25 -30). فالروح القدوس لا يقبل أبدًا أي شر أو شبه الشـر. وعندما يسلك المؤمن في إحدي هذه الأمور، فإن الروح يحزن ويُحرَم المؤمن من الأفراح الإلهية.

(2) عدم السلوك بالحق: قال الرب يسوع عن الروح القدس إنه «رُوحُ الحَقِّ الَّذِي لاَ يَستطِيعُ الْعَالَمُ أَنْ يَقبَلَهُ» ( يو 14: 17 ). إنه الحق ويُحبُّ الحق، ويُسرّ أن يجد المؤمنين سالكين حسب الحق، فينتعش في داخل المؤمنين. أما إذا سلكنا بعيدًا عن الحق، وعبدنا الرب ليس بالروح والحق، وتمسَّكنا بأمور وفلسفات ليس فيها حق، فإن الروح يحزن جدًا في داخلنا.

(3) السلوك حسب الجسد: الروح القدس سكَن في المؤمن ليجعله يسلك بالروح، وحسب الروح، وبقوة الروح. أما إذا سلك المؤمن بالجسد، وحسب الجسد، فهذا ضد الله مباشرةً «لأَنَّ اهتِمَامَ الجَسَدِ هُوَ عَدَاوَةٌ ِللهِ ... فَالَّذِينَ هُمْ فِي الجَسَدِ لاَ يَستطِيعُونَ أنْ يُرضُوا اللهَ» (رو8، 7، 8). وبالتأكيد لا يمكن أن الروح القدس يفرح ويرتاح وسط تصـرفات واهتمامات جسدية مُسعادية لله!

شكرًا للرب أن الروح القدس لا يُفارق المؤمن، لكن المؤمن قد يُحرَم من الأفراح والتعزيات. ليتنا نُقَدِّر ونُكرم الله الروح القدس الذي أكرَمنا بسُكناه فينا، فنحيا بالقداسة، ونسلك كما يريدنا بالروح، وحسب الحق فنستمتع بفيض من أنهار الماء الحي.

إيليا كيرلس
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net