الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 8 يوليو 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
كفارة الدهور
«وَهُوَ كَفَّارَةٌ لِخَطَايَانا. لَيسَ لِخَطَايَانا فَقَطْ، بَلْ لِخَطَايَا كُلِّ العَالَمِ أَيضًا» ( 1يوحنا 2: 2 )
فادينا المجيد: ما أسمى موتك الكفاري والنيابي والمُثمِر لحياتك الأبدية سَيِّدي! فخطايا البشـرية أعظم من كل شيء فى الوجود، ولا تكفير لها من الموجود. ولكنك سَيِّدي وكفارتك أعظم من خطايا كل البشـر، أيها اللا محدود؛ فحيث كَثُرت الخطية ازدادت النعمة جدًا. وما أروعها كفارة غطَّت كل البشـر بنجاساتهم عن عيني القداسة الإلهية، وأرضَت بر الله عن تعديَّاتهم! وإن كانت خطايا الخطاة عليهم، والخطية فيهم، ولكنها عن عيني الله القُدسيتين مُغطاة سَيِّدى بدم كفارتك. ما أوسَع شمولها كفارةً للأجيال كلها!

وأما عن البدليَّة العجيبة سَيِّدي لقديسيك، فلقد سَمِع كل منَّا يوم التقى بك بالإيمان، صوت المحبة مدويًا «الرَّبُّ أَيضًا قَد نَقَلَ عَنكَ خَطِيَّتكَ»، وسمع الإيمان صوت العدل الإلهي: «وَالرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ - على الرب - إِثْمَ جَمِيعِنَا». وما أجوَدك سَيِّدي راضيًا بخطايانا أن توضَع عليك - وهي ليست فيك - لكي نُصبح نحن بلا خطية علينا! وإن كانت لا زالت فينا الخطية، ولكن لا ثقل لها على ضمائرنا إذ حَمَل ثقلها فادينا وبديلنا. وما أجودها بدليَّة سيدي! أخذت خطاياي عن كاهلي وأعطيتني حياتك الأبدية؛ أخذتَ ما لي وأعطيتني ما لك!

وما أروعها كفارة سَيِّدى، نسجَت برّ الله فى دينونته للخطية بقسوة، حتى لو كانت على ابن المحبة! وتبريره للخاطئ المُحتمي في الدم حتى لو كان فاجرًا أثيمًا! وأما عن محبة الله المُعلَنة في الكفارة سَيِّدي، فما أجوَد عطاءها يوم بذل الله ابنَهُ الوحيد محبةً في العالم! وتقدَّمت محبة المسيح بخُطى ثابتة لتنزف دمها عن الفجار! وما أمجدها كفارة، استعلَنت كل مجد الله مُستعرضة كل صفاته في توافق وانسجام، مُمجِّدة الله أكثر من كل إهانات البشـر لاعتبارات مجده، حتى هتفت سَيِّدي: «الآنَ تَمَجَّدَ ابْنُ الإِنْسَانِ، وَتَمَجَّدَ اللَّهُ فِيهِ»!

وما أكثر ثقة الله سَيِّدي في كفارتك، قبل صُنْعِها! وما أروع تقديره لقيمتها! فنراه صافحًا منذ البدء عن خطايا السالفين، فنرى أخنوخ سائرًا مع الله إلى السماء، وإيليا صاعدًا في المركبة السَّماوية، وإبراهيم في الفردوس.

سَيِّدى وربي: صليبك هو صليبي، كفارتي ونيابتي وإكليلي. جُلجثتك مكان عُرسي، حيث خلَعت عني ثوب خطاياي وأعطيتني الحياة الأبدية، وأدخلتني للحضـرة البهيَّة، وأمرتني أن أتبعك حاملاً الصليب، فأعِن ضعفي يا فاديَّ، بحقِ كفارتك الدهرية.

أشرف يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net