الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 15 أغسطس 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الأفضل لم يأتِ بعد!
«أَمَّا أَنتَ فَقَدْ أَبْقَيْتَ الخَمْرَ الجَيِّدَةَ إِلَى الآنَ!» ( يوحنا 2: 10 )
إن العالم يعطي أفضل ما عنده أولًا، ثم يأتي بالأسوأ أخيرًا. هكذا الحال في كل الملَّذات الآثمة؛ أولًا اللَّذة، ثم بعد ذلك الندَم المرير. هكذا الحال أيضًا في اللهث وراء الثروة والنفوذ والشهرة؛ البهجة أولًا، ثم الإحباط المؤلم. في البداية يجلب المال الرضا؛ لكن بمرور الوقت وازدياد الغنى، تتضاعف الهموم، ويثقل الاضطراب، وتتثاقل الأحمال، وفي النهاية يجد الرجل الغنى أنه بالرغم من كل غناه، لكنه أقل راحة من أيام فقره. هكذا الحال مع كل الطموحات الأرضية. إن أولى كؤوس الشهرة لذيذة، لكنها سرعان ما تفقد سحرها ومذَاقها. هذه الحقيقة واقعية ولا سيما في الحياة الآثمة. نحن لسنا بحاجة لأن ننكر أن الخطية لذيذة في البداية، لكننا نجد المرار فى قاع الكأس. إلا أننا نجد العكس في النعمة؛ الخمر الجيدة تبقى إلى النهاية. المسيح نفسه اجتاز الإهانة والظلمة وعار الصليب، ثم نالَ الرفعة والقوة والمجد.

ينطبق ذات القانون على الحياة المسيحية. أولًا يأتي المرار، لكن أخيرًا تخرج الحلاوة من المرار. هناك حزن شديد للتوبة، لكن هذا يفسح المجال للفرح المبارك للغفران. هناك أولًا إنكار الذات وحمل الصليب، لكن من هذه الخبرات يأتي السلام المقدَّس الذي يملأ كل القلب. علينا تحمُّل الأحزان، أما خمر التعزية الجيد فينسكب في الكأس الذي فرغ. هناك أيضًا تَقدُّم مُضطرَد فى بركات الحياة الروحية، ولا يُمكننا الوصول إلى نهايتها؛ بالطبع لا يمكن الوصول إلى أفضل ما فيها. هناك دائمًا شيء أفضل باقٍ. فالمسيح يُبقي على الخمر الجيدة حقًا للنهاية، في السماء. وبالرغم من حلاوة السلام الأرضي للمؤمن، فهو لن يعرف ملء محبة الله إلى أن يصل إلى بيت الآب.

علينا أن نلاحظ أيضًا أن تحويل الماء إلى خمر هو رمز مناسب لعمل المسيح الكامل في هذا العالم. وما علينا سوى أن ننظر حولنا وخلفنا إلى قرون المسيحية لنرى نفس المجد يلمع في كل مكان، وذات التحوُّل يحدث إلى الأبد. فحيثما يُذاع الإنجيل يحدث التغيير العجيب؛ القفار تُزهر وتتحوَّل إلى جنة. فأسوأ حياة تُلمس وتتغير إلى جمال روحي. هل يمكن لمَن ينظر إلى المعجزة الأبدية للمسيحية فى العالم أن يرفض الإيمان بالمسيح؟! ليس من عقيدة فارغة يمكن أن تحصل على هذه النتائج. هناك حياة في المسيحية تُقيم وتغيِّر كل ما تلمس.

جيمس ر. ميللر
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net