الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 12 سبتمبر 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الشياطين يؤمنون!
«مَا لَنا وَلَكَ يَا يَسُوعُ ابنَ اللَّهِ؟ أَ جئتَ إِلَى هُنا قَبلَ الوَقتِ لِتعَذبَنا ؟»(متى ٨: ٢٩)
انفرَد البشير متى بذِكر السؤال الذي وجهه المجنونان إلى الرب يسوع: «أجِئتَ إِلَى هُنَا قَبلَ الوَقتِ لِتُعَذِّبَنَا؟». ومن السؤال نفهم أن الله قد حدَّد وقتًا فيه سوف يُوقّع القضاء على الشيطان وملائكته، والشياطين على علم بهذا الوقت. وكأن الشيطان يقول للرب: إنني أؤمن أنه لا بد أن يأتي الوقت الذي فيه سوف تُعذبنا، لكنه ليس الآن. ولقد أكدَّ يعقوب حقيقة إيمان الشياطين حين قال: «وَالشَّيَاطِينُ يُؤمِنُونَ وَيَقْشَعِرُّونَ!» (يع٢: ١٩). لكن الأمر المُحزن والمُؤسف أن ما يُصدِّقَهُ الشيطان، لا يُصدّقه الإنسان، وهو أن يوم الدينونة قادم لا محالة ( أع 17: 31 ؛ رو٢: ٥). وكل الذين ينتظرهم هذا اليوم المُخيف سيقفون أمام الله الديَّان، لا لأنهم خطاة، ولكن لأنهم لم يُصدِّقوا الله الذي حذَّرهم من هذا اليوم المُخيف. ولكونه إلهًا مُحبًّا، فقد قدَّم لهم طوق النجاة من هذه الدينونة العتيدة، وهو شخص المسيح الذي احتمل الدينونة على الصليب، كي لا يهلك كل مَن يُؤمن به. لكن الإنسان - بسبب قساوة قلبه - لا صدَّق خبر الدينونة (حب١: ٥)، ولا صدَّق خبر الخلاص من الدينونة (إش٥٣: ١)، «وَلاَ إِنْ قَامَ وَاحِدٌ مِنَ الأَموَاتِ يُصَدِّقُونَ» (لو١٦: ٣١)، وذلك بالرغم من أن «مَعْرِفَةُ اللهِ ظَاهِرَةٌ فِيهِم، لأَنَّ اللهَ أَظْهَرَهَا لَهُمْ» (رو١: ١٩)! والسبب أن «إِلَهُ هَذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذهَانَ غَيْرِ المُؤمِنِينَ، لِئَلاَّ تُضِيءَ لَهُمْ إِنَارَةُ إِنجِيلِ مَجدِ المَسِيحِ، الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ» (٢كو٤: ٤)

لكن ما يدعـو إلى الاستغراب حقًا أن أولئك الذين لا يُصدِّقون الله، يعرفون الله: «لأَنَّهُمْ لَمَّا عَرَفُوا اللهَ لَمْ يُمَجِّدُوهُ أو يَشْكُرُوهُ كَإِلَهٍ، بَل حَمِقُوا فِي أَفكَارِهِمْ، وَأَظْلَمَ قَلبُهُمُ الغَبِيُّ» (رو١: ٢١)، فأصبح ينتظرهم المصير الأبدي المُخيف، وهناك سيُصدِّقون ما لم يُصدِّقوه، ولكن بعد فوات الأوان. وإذ يَرون من بعيد القديسين في نعيم مع المسيح (لو١٦: ٢٣)، حينئذ سيَعلمون أن هؤلاء مع المسيح، ليس لأنهم أفضل منهم، بل لأنهم صدَّقوا الله الذي أحبهم، وبذل ابنه الحبيب لأجلهم.

عزيزي القارئ: ماذا عنك أنت؟ هل أنت مِن الذين صدَّقوا الله فنجوا من العذاب، أم ما زلت فى خطاياك وينتظرك الهلاك، لأنك لم تُصدِّق الله رغم أنك تعرفه! وإن كان الشياطين يُصدِّقون الله، أ فلا يُخجلك هذا أيها الانسان؟! فأسرع إلى المسيح الآن قبل فوات الأوان!

تَعَالَ إِلَى الرَّبِّ حِصْنِ الأَمَانْ وَأَسرِعْ وَلا تُهْمِلِ
تَعَالَ لِمِينَا السَّلاَمِ وَخُذْ سَلاَمَ الإِلَهِ العَلِيّْ

حكيم حبيب
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net