الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 25 سبتمبر 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
في الضيقِ رَحَّبتَ لي
«عِندَ دُعَائِيَ اسْتجبْ لِي يَا إِلَهَ بِرِّي. فِي الضِّيقِ رَحَّبْتَ لِي» ( مزمور 4: 1 )
«فِي الضِّيقِ رَحَّبْتَ لِي» .. ترجمها داربي هكذا: ”في الضغطةِ وسَّعـت لي“. وقدَّمها كاري هكذا: ”في المضايق جعلت لي مكانًا فسيحًا“. فمهما كانت الضغطة أو الضيقة التي حلَّت بي، ففي هذه الضغطة أو الضيقة نفسها، يوسِّعُ الرب لي، ويُفسح لي مكانًا. إنه يُهيئ لي عكس ما أنا فيه فعلاً.

وكلمة ”ضغطة“ عكسها ”رَحب“، وكلمة ”مضايق“ عكسها ”مكان فسيح“. فإن كنا نشعر في بعض الأحيان بالضغط والشدَّة، فهوذا لنا رجاء حلو وراحة كبرى. فلا يجب أن يجتاحنا الإحباط أو ننزوي داخل أنفسنا، أو يُصيبنا الوَهَـن وصِغَر النفس لأي موقف نتعرَّض له. إنه يستطيع أن يَهَبنا اتساعًا كاتساع البحر. نحن لن نخور تحت الثقل بل سنرتفع. وفي مضايـق الألم سنجـد الله يُرحِّب لنا.

لقد قال أيوب خلال تجربته الطويلة هذه الكلمات: «يَا لَيْتنِي كَمَا فِي الشُّهُورِ السَّالِفَةِ، وَكَالأَيَّامِ الَّتِي حَفِظَنِي اللهُ فِيهَا، حِينَ أضَاءَ سِرَاجَهُ عَلَى رَأْسِي، وَبِنُورِهِ سَلَكْتُ الظُّلْمَةَ» ( أي 29: 2 ، 3). لم يعرف أيوب وقتها، ولم يسمَع ما سمعه بنو الله عندما مَثَلوا أمام الرب، ومَثَل الشيطان أيضًا بينهم. وتحدَّى الشيطان الرب عن موقف أيوب، وقَبِلَ الرب التحدي. وكان بنو الله – نتكلَّم إنسانيًا – يتمَّنون لو عرف أيوب أن ما يحدث له هو لمجد الله ولخيره (خير أيوب).

وكان الرب يختزن لأيوب بركة واسعة حتى إنه قال في نهاية اختباره: «بِسَمْعِ الأُذُنِ قَد سَمِعتُ عَنكَ، وَالآنَ رَأَتكَ عَينِي» ( أي 42: 5 ). لقد عرف أيوب الرب بعد اجتيازه ذلك الاختبار كما لم يعرفه من قبل.

في 1يوحنا 5: 20 نقرأ: «وَنَعْلَمُ أنَّ ابنَ اللهِ قَد جَاءَ، وَأَعْطَانَا بَصِيرَةً لِنَعرِفَ الحَقَّ». هذا هو النور الجديد الذي أشرَق على ذهني في قصة أيوب. إن معرفة القدير كلَّفت أيوب كل المُعاناة التي نعرفها، وكلَّفت يوحنا كل المُعاناة التي لا نعرفها (نفيه في جزيرة بطمس، وما ترتب على ذلك من ألم، وكل ما عاناه في حياة طويلة استشهادية)، حتى تكون له بصيرة أن يعرف الحق.

في ساعة الكآبة التي حلَّت بأيوب تمنى لو كان كما في الأيام السالفة التي فيها كان رضى الله يُظلِّل خيمته ( أي 29: 5 )، ولم يكن يعرف أنه في تلك الساعة عينها كان قريبًا من علاقة رائعة وحميمة سيتمتع فيها بالله أكثر من كل الماضي. ألا يُسبِّب هذا الفكر لنا فرحًا وسلامًا عجيبين؟ إن اليوم – نَعَم اليوم – مهما كانت ظروفك، قد تكون على أعتاب معرفةٍ أعمق وعلاقة أروع مع الرب.

إيمي كارمايكل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net