الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 2 أكتوبر 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
دروس من إسرائيل
«لَكِن بِأَكثَرِهِم لَم يُسَرَّ اللهُ، لأنهُم طُرِحُوا فِي القَفرِ» ( 1كورنثوس 10: 5 )
في 1كورنثوس 10 يوّجه الرسول بولس تحذيرًا إلى المعترفين بالمسيحية بأنه من الممكن أن يعتمدوا بالماء، ويشتركوا في عشاء الرب، ثم يهلكوا. فهو لا يقول إنه من الممكن أن نشترك في موت المسيح ونهلك، بل إنه من الممكن أن نشترك في رموز موته ونهلك. والرسول يُذكِّرنا بأن الإسرائيليين جميعهم اعتمدوا لموسى في السحابة وفي البحر، وجميعهم أكلوا من المن واشتركوا في الماء المُتدفق من الصخرة، وهي أشياء تُشير في رمزيتها للمسيح. وبالرغم من ذلك «بأَكثرِهِم لَم يُسَـرَّ اللهُ، لأَنَّهم طُرِحوا فِي القفرِ» (ع٦-١١). ومن الواضح أنهم مارَسوا هذه الرموز المُشابهة لِما نمارسه نحن من رموز مسيحية، مثل طقس المعمودية، وكذلك الطقس المستمر لعشاء الرب. ومع تقديرنا لأهمية هذه الممارسات غير أنها لا تَهَب الحياة لمَن يشترك فيها. وربما يتبرهن لنا أن المُشاركين أنفسهم قد يكونوا مجرَّد معترفين بالمسيحية وفي النهاية يهلكون.

ولكي ما يحذرنا من هذا الخطر فإن الرسول يُذكّرنا بالشـرور التي سقط فيها الكثيرون من إسرائيل، بغرض ألَّا نعمل مثلهم. أولاً: لقد اشتهوا شرورًا في هذا العالم وسئموا الطعام السماوي (عد١١: ٤-٦). ثانيًا: إذ استسلَموا لهذه الشهوات، فإن الأشياء المنظورة والمحسوسة سمحوا لها بأن تقف بين نفوسهم وبين الله، فسقطوا في الوثنية، وسلَّموا أنفسهم لإشباع شهواتهم «جلس الشعب للأكل والشـرب ثم قاموا للّعب» ( خر 32: ١-٦). ثالثًا: إذ تحوَّلوا عن اللّه سقطوا في خطايا كبيرة بمُصاهرة العالم النجس، فجلَبوا على أنفسهم قضاء اللّه ( عد 25: ١-٩). رابعًا: فإن هذه المصاهرة بالعالم النجس قد دَمَّرَت فيهم كل إحساس بمحضر الرب، وبالتالي جرَّبوا الرب طالبين منه أن يبرهن على حضوره بقولهم «أَفِي وَسَطِنَا الرَّبُّ أَم لاَ؟». ( خر 17: 7 ). هذا الحديث ضد الله أدَّى إلى تعامل الله معهم بالقضاء (عد١٢: 5، ٦). خامسًا: تذمَّروا واشتكوا من طرق اللّه معهم، وسقطوا تحت بطش قوة أعدائهم ( عد 14: 2 -4، 45).

هذا الترتيب يُرينا الشـرور وقد استقرت بينهم، ولا نرى فيه الترتيب التاريخي بل الأدبي. وهذه الشـرور جلبت قضاء اللّه عليهم فنقرأ أنهم «طُرِحُوا .. منهُم سَقَطَ .. أَهلَكَتهُم الحَيَّاتُ.. فَأَهلكَهُم المُهلِكُ». وفضلاً عن ذلك فإن الأشياء التي حدثت لهم هي أمثلة لنا، وتُحذرنا لكيلا نعمل مثلهم، لئلا عند ممارسة الفرائض المسيحية ينفتح المجال للشهوة، فيحدث السقوط تحت قوة الخطية والشيطان والموت.

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net