الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 25 أكتوبر 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
كِفايتنا من اللهِ
«لَيسَ أَننا كُفَاةٌ مِن أَنفُسِنا ... بَل كِفايَتنا مِنَ اللهِ» ( 2كورنثوس 3: 5 )
إن الله يستطيع أن يستخدمنا ليس على الرغم من كوننا ضعفاء عديمي القوة والكفاءة، بل بالضبط لكوننا كذلك. إنه يرفض استخدام أبرز مواهبنا ومؤهلاتنا إلا إذا امتنعنا عن الاعتماد عليها. إن الضعف البشـري يُهيئ أفضل خلفية لإظهار قوة الله.

ونجد في موسى مثلاً على هذا المبدأ. عندما كان أميرًا مُتعلِّمًا، شعر بكفاءته التامة، فحاول - دون الاستعانة بأحد - أن يُنقذ بني قومه المُتضايقين. لكنه لم يكن حتى ذلك الحين ذا كفاءة لإتمام قصد الله. ثم هرب من مصـر ليدخل دورة تعليمية طوال أربعين سنة في جامعة الصحراء. بعد هذا حفظ درس الضعف البشـري الصعب، إلى حدّ الاعتذار عن قبول دعوة الله عندما جاءته هذه الدعوة. لقد قدَّم موسى سبعة أسباب لعدم تلبيته دعوة الله، وكلها مبنية على ضعفه الشخصي وعدم قدرته.

وتتضمن قائمة اعتذارات موسى: (1) القول بعجزه وعدم أهليَّته ( خر 3: 11 ). (2) أن لا رسالة له (3: 13). (3) ولا سلطة (4: 1). (4) عدم فصاحته وأنه ثقيل الفم واللسان (4: 10). (5) ويصعب تكيُّفه (4: 13). (6) وأنه لم ينجح في الماضي (5: 23). (7) ولم يكن مقبولاً (6: 12). وليس بالإمكان إيجاد قائمة بالإعتذارات أكمل من هذه.

ولم يُسرّ الله باعتذار موسى واتخاذه موقف التواضع والتردُّد، بل ثارَ غضبه «فحَمِيَ غضَبُ الرَّبِّ علَى مُوسَى» (4: 14). والواقع أن النقاط التي اعتذر بها موسى كانت هي نفسها الأسباب التي من أجلها اختاره الله للعمل. والآن، وقد تجرَّد موسى من ثقته بنفسه واعتماده عليها، صار بإمكانه أن يعتمد على الله.

ردّ الله على كل ضعف أبداه موسى ردًا كافيًا، وقدَّم تدبيرًا مناسبًا. هناك عامل كثيرًا ما ننساه، وهو أن دعوة الله تتكفَّل دائمًا بوجود العدَّة الإلهية اللازمة للقيام بالعمل. وبالنسبة لموسى أصبح ضعفه سلاح الله، إذ إن ذلك الضعف جعله يركن إلى موارد الله التي لا حدّ لها. إن قولنا أحيانًا: «مَن هوَ كُفوءٌ لهذهِ الأُمورِ؟» ( 2كو 2: 16 )، كما قال الرسول بولس، قد يكون مجرَّد يأس وعدم إيمان لا غير. أمَّا استجابة الإيمان المُفرحة فهي: «كفايَتُنا مِنَ اللهِ» ( 2كو 3: 5 ).

إن يعقوب لم يتحوَّل إلى أمير قوي في جهاده مع الله والناس إلَّا بعد أن انخلع حُقّ فخذه في الصـراع مع المُصارع الإلهي. ولقد تمّ قول إشعياء، رغم تناقضه الظاهري: «العُرجُ نهَبُوا نَهبًا» ( إش 33: 23 ).

أزوالد ساندرز
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net