الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 14 ديسمبر 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لا تهتمّوا بشيءٍ
«لا تهتمُّوا بِشَيءٍ، بل فِي كُلِّ شَيءٍ بِالصَّلاَةِ والدُّعَاءِ معَ الشُّكرِ» ( فيلبي 4: 6 )
تدعونا كلمة الله ألَّا نهتم بشـيء، وأن نُحوِّل كل شيء إلى موضوع للصلاة، وأن نرفع طِلباتنا إلى الله. ولكن هل يمكن للمؤمن المسيحي فعلاً ألَّا يهتم بشـيء؟ نعم، هذا ممكن ما دام لدينا مورد الصلاة بإيمان. ويشـرح لنا الرسول بولس كيف باستطاعة حياتنا أن تخلو من القلق والاضطراب. نحتاج أن نأتي بكل شيء إلى الرب بالصلاة. وكل شيء يعني كل شيء. هذا لأن لا شيء هو عظيم أكثر من اللازم، أو حقير أكثر من اللازم، في نظر اهتمام الرب المُحبّ بنا.

الصلاة هي فعل ومناخ في آن. فنحن نأتي إلى الرب في أوقات مُحدَّدة، ونعرض له طلبات مُحدَّدة، لكن من الممكن أيضًا أن نعيش في مناخ الصلاة، ويغلب على حياتنا طابع الصلاة. ولعل الكلمة ”الصَّلاَة“ تُشير في فيلبي 4: 6)، إلى مُجمَل موقف حياتنا، فيما ”الدُّعَاء“ يعني الطلبات المُحدَّدة التي نسألها من الرب. لكن نحتاج، من ثم أن نلاحظ أن طِلباتنا التي نُعلِم الله بها، يجب أن تكون مقرونة بالشكر. ونستطيع أن نوجز مضمون هذه الآية على النحو التالي: ”لا نحتاج أن نهتمّ بأي شيء، بل نُصلِّي لأجل كل شيء، ونشكر على كل شيء“.

وإن كانت حياتنا تتميَّز بهذه المواقف، فعندئذٍ ”سَلاَمُ اللهِ الذي يَفوقُ كُلَّ عَقلٍ، سَيَحفظُ قلُوبَنا وأَفكَارَنا فِي المَسيحِ يَسوعَ“. إن سلام الله هو إحساس مُقدَّس بالطمأنينة والرضى، يغمر نفس المؤمن، عندما يكون مُتَّكلاً بالكُليَّة على الله. إن هذا السلام يفوق كل عقل. وليس بوسع أهل العالم أن يفهموه على الإطلاق. حتى إن المؤمنين الذين ينعَمون بهذا السلام، يجدون أنه سرٌ مدهش. إنهم يستغربون كيف أنهم غير قلقين في وجه ما يعترضهم من مآسٍ أو ظروف معاكسة.

ولاحظ هنا أنه ليس هناك ضمان أن تُستجاب كل الطلبات لأن هذا ليس للصالح، فأحيانًا بتفكيرنا وفهمنا المحدودين نطلب أشياء، لو تحققت، لن تكون لمجد الله ولا لبركتنا. أما الأمر المضمون فهو أن عقولنا وقلوبنا محفوظة في المسيح يسوع، بسلام الله الذي يفوق كل عقل. وكم من مرة عندما يجتاز المؤمنون في تجارب صعبة، صلُّوا من أجل أن تُرفع، دون استجابة، نجدهم ينظرون للوراء ويقولون: ”إني أتعجب، كيف استطعت أن أجتاز هذه التجربة الصعبة، وأن أرتفع فوقها في سلام. هذا شيء يفوق تفكيري“. إن هذا السلام يحرس القلب والفكر. يا له من مُنشِّط نحن بأمَّس حاجة إليه في هذه الأيام التي كثرت فيها الأمراض النفسية، والانهيارات العصبيَّة.

وليم ماكدونالد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net