الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 4 ديسمبر 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
عند قدمي يسوع
«وَجَدُوا الإِنسَانَ ... لاَبِسًا وَعَاقِلاً، جَالِسًا عِندَ قَدَمَي يَسوعَ، فَخافُوا» ( لوقا 8: 35 )
لا يوجد لذلك الإنسان مكان راحة إلا عند قدمي يسوع. ولا يوجد لنا نحن أيضًا غير ذلك المكان. ليس من الضـروري أن نكون ضحايا قوى شيطانية نتخلَّص منها لكي نختبر هذا الاختبار، بل يكفي أن نُدرك شر قلوبنا كم هو، فتتعظم رحمة الله بنا. وطبعًا يلزم أن تتداخل قوة الروح القدس التي بها تستنير النفس وتتعقل، سواء قلَّت أو تفاقمت نتائج الخطية في طبيعتنا البشرية الساقطة.

لكن انظروا ما أعظم الفرق عندما نُوجد عند قدمي يسوع، متمتعين بسلام إلهي حلو، بعد أن كنا مستوحشين بين خرائب التشويش والتعاسة، كما كانت حال مجنون كورة الجدريين. وحقًا لاق بأولئك الذين شاهدوا هذا الفرق المبارك في حالة ذلك الإنسان، نقول: لاق بهم أن يخافوا، مع أنهم لم يخافوا لمَّا كان في حالته الأولى. حقًا إن مجرَّد استشعار قوة الله وفضل نعمته، وليس عنف الشـر وتفاقم الإثم، هو الذي يبعث خوفًا في النفس!

يرسم كل من لوقا ومرقس صورة حية لهذه الحادثة (مر5؛ لو8). وكل منهما يُخبرنا عن الخوف الذي حلَّ بأهل الكورة، وكيف أنهم كانوا في خوفهم عميانًا، حتى طلبوا من هذا الشافي المُحسن أن يُغادر كورتهم. فما أعجب قلب الإنسان!

كثيرًا ما قيل إن الانحلال الأخلاقي عند ذلك الرَجُل التعس قد فتح الباب على مصراعيه لتحتل الشياطين كيانه الروحي، لأن ممارسة الشـر والانغماس في الشهوات يُضعف العزيمة والإرادة الأدبية، ممَّا يجعل الفريسة سهلة أمام الأرواح الشـريرة. وإذا بدأت نعمة الله تعمل في إنسان أخربَته خطاياه، نجد قوى الشـر الشيطانية تنشط بأكثر عنف، لحبس الفريسة في سلطانها. هكذا كانت حالة ذلك البائس.

لكن النور الحقيقي جاء لكي يُحطم قوى الشـر وقيود إبليس، ويَنقض أعماله. والظلمة تراجعت أمامه في نفوس كثيرة. ولا تزال تتراجع إلى يومنا هذا في نفوس الذين يؤمنون. لكن مما يؤسف له أن نفوسًا أخرى تُغمض أعينها لتتراكم الظلمة عليها في عدم إيمان.

القوتان تتصارعان، وحيث يعمل المسيح بروحه، ينشط أيضًا الشيطان. وهناك نتائج مباركة، كما أن هناك نتائج محزنة. وفي قصة كورة الجدريين نجد هذه الحقيقة مُجسَّمة، فلقد كان الإنسان الذي شُفي جالسًا بعد كر وفر هنا وهناك، ولابسًا بعد عُري، وعاقلاً بعد أن كان جسده مسكنًا للأرواح النجسة. فما أعجب هذا الذي أجراه الرب يسوع!

سبرجن
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net