الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 5 ديسمبر 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أَلِعازارُ وسيفهُ
«أَلِعَازَارُ ... ضرَبَ الفلِسطِينيِّينَ حَتى كَلَّت يَدُهُ، ولَصِقَت يَدُهُ بِالسَّيفِ» ( 2صموئيل 23: 9 ، 10)
أراد الأعداء أن ينهبوا طعام شعب الله، لكي يُصبح جائعًا وضعيفًا، ويُسببون الرعب في قلوبهم، ويأخذون ميراثهم. وهروب الشعب من أمامهم، دليل على خوفهم وضعف إيمانهم، وعدم حفاظهم على طعامهم، وإهمالهم لميراثهم ( 2صم 23: 9 ، 13). ولكن وُجد رَجُلٌ من الأبطال، وهو ”أَلِعَازارُ بن دودو“ الذي وقف بثبات ”وَسطِ قطعة حقل مَملُوءةً شَعِيرًا“، ودافع عنها، وأنقذها ( 1أخ 11: 13 )، لأن هذه الأرض ملك للرب، وهم وكلاء عليها ( لا 25: 23 )، وبها أيضًا طعامًا لشعب الله. وبذلك منع العدو من تحقيق مطامعه، وصنع الرب خلاصًا عظيمًا.

لقد وقف ”أَلِعَازارُ“ ثابتًا شامخًا في الوقت الذي هرب فيه الإسرائيليون. لقد استمر مُحاربًا، لأجل مجد الله، ولصالح شعبه. لقد حارب بمفرده، ولم يتوقع معونة من أحد، ولم يعتد بقوة الأعداء. فوجوده مع داود ( 2صم 23: 9 ؛ 1أخ11: 13)، كان كافيًا له لتحدي الفلسطينيين، فضـربهم، ولم يتوقف «حتى كَلَّت يَدُهُ». فهناك حدود في حرب الإيمان، لأن الله يستخدم أواني بشـرية ضعيفة ناقصة ومحدودة القوة. أما مثابرة ”أَلِعَازارُ“ فنتجت بسبب أنه «لَصِقت يَدهُ بالسَّيفِ»، ولذلك كان من المستحيل فصله عن السيف الذي كان يستخدمه. ونحن لنا أيضًا «سيفَ الرُّوحِ الذي هوَ كلِمَةُ اللهِ» ( أف 6: 17 )، الذي به نُقاوم إبليس فيهرب مِنَّا. فيا ليتنا نستخدمه بالطريقة التي نُصبح فيها واحدًا مع السيف بعد المعركة. ويا ليت المعركة تُنشئ فينا دائمًا التقدير لكلمة الله أكثر فأكثر حتى يُصبح من المستحيل أن نفصل أنفسنا عنها.

إن بطولات ”أَلِعَازارُ“ تتكلَّم إلى ضمائرنا؛ فميراثنا سماوي، وقطعة الحقل التي لنا سماوية. ويجب أن ندافع عن ميراثنا وعن طعامنا السماوي، الذي هو كلمة الله التي ائتمنا الله عليها، فلا نُفرِّط في أية بركة أو أي حق أُعطيَ لنا.

فيا ليتنا نحن أيضًا نُدافع عمَّا أعطاه الله لنا، وعن طعامنا؛ أي لا نُفرِّط في الحق الكتابي الذي بين أيدينا «الإِيمانِ المُسَلَّمِ مَرَّةً للقدِّيسينَ» (يه3). لقد قال الرسول بولس لتيموثاوس: «اِحفَظِ الوَديعةَ الصَّالِحةَ» ( 1تي 1: 14 )، وقال الرب لملاك كنيسة فيلادلفيا: «تمَسَّكْ بما عِندَكَ لئلا يأخُذَ أَحَدٌ إِكليلَكَ» ( رؤ 3: 11 ). ويا ليتنا نُحارب لأجل كلمة الله لكي تصل نقية صافية إلى إخوتنا، مثل جدعون الذي «كانَ يَخبطُ حنطَةً فِي المِعصَرة لِيُهَرِّبها من المديانيِّينَ» ( قض 6: 11 ). ويا ليتنا نُطيع تحريض الحكيم: «اِقتَنِ الحَقَّ ولا تَبِعهُ» ( أم 23: 23 ).

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net