الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 6 ديسمبر 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أَمضيَ معكَ إِلى السجنِ
«يا رَبُّ، إِني مُستعِدٌّ أَن أَمضِيَ مَعَكَ حتى إِلَى السِّجنِ وإِلَى المَوتِ!» ( لوقا 22: 33 )
لمَّا رأى هيرودس أن عمله في قتل يعقوب قد أرضى اليهود، عاد فقبض على بطرس أيضًا «وكانت أَيَّامُ الفطيرِ» (ع3). قبل ذلك الوقت بنحو أربعة عشـر عامًا، أرسل الرب بطرس ويوحنا ليُعدا الفصح، وحين كان التلاميذ مُلتفين حول المائدة، أعلن بطرس استعداده للذهاب مع الرب حتى إلى السجن وإلى الموت ( لو 22: 33 ). وهنا نراه يُتمِّم ما كان يتمناه بكل نُبل وأمانة.

في ذلك الفصح الأول نام، ولكنه كان نوم الغفلة وعدم السهر، نوم الثقة بالنفس، نوم ضعف الجسد، لم يقدر أن يسهر ساعة واحدة مع المسيح. كان نومه نوم الحارس في حراسته. أما هنا فنراه ينام أيضًا (ع6)، ولكنه كان نوم الثقة الكاملة في نعمة المسيح الذي يقدر أن يُخلِّصه إن سُرّت مشيئته، وإن لم يسمح بأن يُخلِّصه، فإنه يستطيع أن يُعينه لكي يكون أمينًا في الموت.

في تلك المرة نام بطرس بينما كان المسيح يُصلِّي ( مت 26: 39 -44)، أما الآن فلم يكن رئيس الكهنة العظيم فقط يطلب لأجله لكيلا يفنى إيمانه، بل كان مجتمعًا في بيت مريم أم يوحنا ومرقس، كثيرون للصلاة من أجله، ولكنه لم يكن مَقضيًا عليه بالموت.

في صباح يوم القيامة الأول نزل ملاك من السماء، ودحرج الحجر الذي كان على فم القبر، حيث وُضع يسوع. وهنا أيضًا نرى ملاكًا يفتح أبواب السجن، ويُسقط سلاسل بطرس ليُطلق سراحه. فلم يكن خلاص بطرس من السجن بيد قوة بشرية، بل بيد الله الذي يستطيع كل شيء ولا يعسر عليه أمر.

وكلنا مُعرَّضون بأن نجد أنفسنا في السجن، سجن الظروف التي لا مناص منها، سجن العلاقات التي تحد من حريتنا، سجن نتائج أخطاء الماضي التي تُهدِّدنا بالموت، وعندئذٍ نجد أنفسنا جالسين في الظلام، مُوثقين بالشدة وبالحديد، لكن لنصـرخ إلى الله في ضيقنا، ولنسأله أن يُنجينا من شدائدنا. لنعترف بخطايانا ولنرجع إليه لطلب المعونة، فيسمع صراخنا من الجُب الأسفل، ويدنو منا يوم ندعوه، قائلاً لنا: «لاَ تخف لأَنِّي معَكَ. لاَ تتلَفَّت لأَنِّي إِلَهُكَ» ( إش 41: 10 ). ويخاصم خصومات أنفسنا ويفدي حياتنا، ويرسل ملاكه بلا ضوضاء، ليفك قيودنا ويفتح أبواب السجن، ويحفظ أنفسنا من أن تنحدر إلى الجُب، فترى حياتنا النور. ويا ليتنا نحمده على رحمته وعجائبه لنا.

ف. ب. ماير
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net