الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق ‫الثلاثاء‬ ‫4‬ ‫يونيو‬ 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
‫الفرح المسيحي‬
‫«تبتهِجُ رُوحِي بِاللَّهِ مُخَلِّصِي»‬‫ ( لوقا 1: 47 )
‫ هنا شطر من ترنيمة المُطوَّبة مريم، يُعطينا سر كل الفرح العميق للمؤمن المسيحي. فلن يكون لنا فرح حقيقي ودائم إلا عندما نكون في عائلة الله، ويكون الملجأ لنفوسنا في الله. ويقول إشعياء النبي: «لتتَرنَّمْ سُكانُ سَالِعَ. من رُؤُوسِ الجبَالِ ليَهتفُوا»، أو ”ليتغنَ بفرح سكان الصخرة، وليهتفوا من قمم الجبال“ ( إش 42: 11 - ترجمة داربي). «سَالِع» كلمة عبرية معناها ”صخرة“، وقد تُرجمت أيضًا ”مَحَاجِئِ الصَّخرِ“ (عو3؛ إر49: 16). فلا أحد يستطيع أن يترنم ويُغني بسعادة أبدية، إلا سكان الصخرة؛ أولئك الذين هم في ”محَاجِئِ الصَّخرِ“، في معقل صخر الدهور، أما كل أغاني العالم فسـرعان ما تتحوَّل إلى صرخات رعب وهلَع.‬

‫ إبان الحرب الأهلية الأمريكية، وأثناء معركة ”جيتسبرج“، كان طائر صغير على شجرة، وحينما تصمت أصوات ضجيج المعركة، كان يشدو ببعض النغمات القليلة من آن لآخر. ولكن ما أن تندلع الاشتباكات ثانيةً، حتى يتوقف الغناء. وبهذه الكيفية يبدو فرح العالم. إنه يبعث نغمات قليلة متقطعة من آن لآخر أثناء توقفات صراع الحياة وعدم الرضى. أما عندما تتلاطم أمواج الأحزان، فإن أصوات النغمات تختنق، لأنه لا يمكن التغني بها في أوقات الخسارة والفواجع، أو عندما تحين ساعة الموت. ولكن مَن يفرح في الرب، له فرح يُرنم خلال كل زئير المعركة، وكل حلكة الليل، لأن «اللهُ صَانِعِي مُؤْتِي الأَغَانيِّ فِي اللَّيلِ؟» ( أي 35: 10 ). قد تأتي المصاعب للمؤمن المسيحي، ولكنها لا تسلبه فرحه. وربما قد يكون في غمرة الأحزان العميقة، ولكن له في كل حين ينبوع للفرح يتدفق في قلبه.‬

‫ قد يكون في بعض الأحيان ينبوع للماء العذب بجوار شاطئ البحر، ويطمو عليه المد المالح مرتين يوميًا، ومع ذلك فإن الينبوع يتدفق بلا انقطاع. وحينما يرتد الموج الطامي راجعًا، تظل مياه الينبوع عذبة كعهدها دائمًا. وهذا هو الأمر الواقع مع فرح المسيحي؛ إذ يوجد بئر مياه حية في قلبه. وحتى في أحزانه له سلام عميق في نفسه. وعندما تنقشع الأحزان، فإنها تُصبِح في خبر كان، ويظل ينبوع الفرح يتدفق دائمًا أبدًا. ويعتمد دوام الفرح كله على المصدر الذي يأتي منه، فإن كنا نفرح في الرب، فلن يكون للأرض قوة قط تقدر أن تنزع منا السعادة والفرح والسرور والبهجة والهناء الحقيقية. ‬

‫ جيمس ر. ميللر ‬
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net