الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق ‫الأربعاء‬ ‫5‬ ‫يونيو‬ 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
‫الحياة والموت‬
‫«إِذا رَجَعَ الشِّريرُ عَن جَمِيعِ خطَايَاهُ ... وفَعَلَ حَقًا وعَدلاً، فَحَيَاةً يَحيَا. لاَ يَمُوتُ»‬‫ ( حزقيال 18: 21 )
‫ «النَّفسُ التِي تُخطِئُ هيَ تَمُوتُ ... فإِذَا رجعَ الشِّـريرُ عن جميعِ خطَايَاهُ التي فعَلَها، وحَفِظَ كلَّ فرَائضـي، وفَعَلَ حقًّا وعَدلاً، فحياةً يَحيَا. لاَ يمُوتُ» ( حز 18: 20 ، 21) .. أيها الخاطئ تأمل هذه العبارة التي يُقدِّمها الله إليك. لا ذكر هنا لكثرة خطاياك، ولا للمدة التي قضيتها في بُعدك عن الله، وأنت تعمل ما لا يتفق مع قداسته ومحبته لك. هنا غفران كامل لكل تائب راجع إليه، وواثق بكل قلبه في عمل المسيح لأجله.‬

‫ قد يُضلك الشيطان، فتشك في رغبة الله في أن يغفر جميع آثامك، مهما كانت كثيرة وكبيرة. ولكن ماذا يقول الله الغني في الرحمة: «إِن كانت خطَاياكُم كَالقِرمزِ»، أي مُتعمقة ومُتمكِّنة في حياتكم، فإذا ما تُبتم عنها من القلب، واحتميتم في دم المسيح، فإنها «تَبْيَّضُّ كالثَّلجِ»، أي لا يُرى فيكم أمامه عيب أو دنس ( إش 1: 18 ). ‬

‫ أيها الخاطئ، ربما تكون قد اقترفت خطايا شنيعة لدرجة أنك تخجل من مجرَّد ذكرها، وبالطبع تشك في إمكانية غفرانها. لكن استمع إلى وعد الله الصفوح للتائبين: «لَن أَذكُرَ خطَاياهُم وتعَدِّيَاتهِم فِي ما بَعدُ» ( عب 10: 17 ).‬

‫ هنا إذن غفران لأشر الخطاة؛ الخطاة الذين لأجلهم قد جاء المسيح لكي يطلبهم ويُخلّصهم. إن الفادي الكريم قد وضع حياته كفارةً لأجل خطايا كل التائبين، متى تابوا مِن القلب، وتركوا خطاياهم، وقبلوه بالإيمان مُخلِّصًا لهم. فمهما كانت خطاياك، لا تخف فتبتعد عن الله، لأن نعمته أسمى من خطاياك، مهما ازدادت وتنوعت، مكتوب: «القَلبُ المُنكَسِـرُ والمُنسَحِقُ يا اللهُ لاَ تَحتقِرُهُ» ( مز 51: 17 ). وهذا قد اختبره داود الذي قبل هذا مباشرةً صرخ قائلاً: «اِرحَمني يا اللهُ حسَبَ رحمَتِكَ. حسَبَ كَثرَةِ رَأْفَتِكَ امْحُ معَاصِيَّ» ( مز 51: 1 ). وقد نقل الله عنه خطيته، وقد كان سوادها حالكًا ( 2صم 12: 13 ). وهكذا ينقل الله عنك خطيتك، إن تُبت توبة قلبية صحيحة، وتركتها كُليَّة، ورجعت إليه بيسوع المسيح. اسمع ما يقوله النبي: «اُطلبُوا الرَّبَّ ما دَامَ يُوجَدُ. ادعُوهُ وهُوَ قَريبٌ. ليَترك الشِّـريرُ طَريقهُ، ورَجلُ الإِثمِ أَفكَارَهُ، وليَتب إِلى الرَّبِّ فيَرحمَهُ، وإِلى إِلَهِنَا لأَنهُ يُكثِرُ الغُفرانَ» ( إش 55: 6 ، 7).‬

‫ ليتك ترجع حالاً إلى الله، لئلا تُدركك قساوة القلب والإهمال واليأس، فتهلك نفسك إلى الأبد. إن باب الخلاص، باب السماء مفتوح أمامك بكل يقين إن طرحت نفسك في توبة وإيمان عند قدمي المُخلِّص يسوع المسيح.‬

‫أزوالد ج. سميث‬
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net