الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق ‫الخميس‬ ‫6‬ ‫يونيو‬ 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
‫نابَالُ والحمَاقةُ ‬
‫«وَكَانَ رَجُلٌ فِي مَعُونٍ، وأَملاَكُهُ فِي الكَرْمَلِ... اسمُ الرَّجُلِ نابَالُ ... وَهُوَ كَالِبيٌّ»‬‫ ( 1صموئيل 25: 2 ، 3)
‫ كان نابال سليل الرجل المُكرَّس ”كالب“، وهو ما يؤكد أن النعمة لا تُوَرَّث بالولادة الجسدية. ولا شك أنه أفاد من أمانة جدّه، فقد ورث ممتلكات ضخمة.‬

‫ والأسماء هنا لها مدلولها؛ ”بَرِّيَّة فَارَانَ“ تعني ”تزيين“. ونابال يُعطينا صورة واضحة عن الحالة الروحية. وكان نابال يقطن في ”مَعُونٍ“ والتي تعني ”مكان سكن“. وربما يعكس هذا كله الإحساس بالأمان الذي توفِّره وفرة الممتلكات الزمنية، وهو في هذا يُشبه الغني المذكور في إنجيل لوقا 12 الذي قال لنَفسهِ: «يَا نَفسُ لَكِ خَيراتٌ كثيرَةٌ، مَوضُوعَةٌ لسنينَ كثيرةٍ. اِستَريحي وكُلي .. وافرَحي!»، فجاءه جواب الله: «يا غَبيُّ!» وهذا هو معنى اسم ”نابال“. وقد كانت نهاية كليهما خطيرة، وعلى خلاف الترَف الدنيوي الذي أحاطا نفسيهما به. ‬

‫ و”كَرمَل“ تعني ”كرم“. وهي بذلك تتسق مع الموقف برمّته ( مت 21: 33 -44)، فإن داود، وإن كان ما يزال مرفوضًا، إلا أنه الوارث الشـرعي لكل هذه الثروة باعتباره حاكم الأرض، ولكنه لم يكن ليتمتع بهذه الممتلكات لأنه في زمن رفضه. لقد كان رمزًا للشخص الذي كان وارثًا لكل شيء، إلا أنه افتقر إلى الحد الذي لم يكن معه يجد مكانًا يُسند فيه رأسه!‬

‫ وكان وقت ”جَزّ الغَنَم“، وكانت هذه العملية تُدر ربحًا هائلاً على صاحبها. ولعله أمرٌ لافت أنه في كل مرة يُذكَر فيها جَزّ الغنَم في الكتاب، تقترن بإظهار الشـرَّ. فبصدَد جَزّ الغَنَم، سقط يهوذا في خطيته المُريعة (تك38). ولاحقًا قتل أبشالوم أخاه أمنون في وقت جَزّ الغَنَم (2صم13). هل نجد في ذلك إشارة إلى سوء استخدام القطيع؟ أم أننا فشلنا في إدراك الحقيقة القائلة: إن كل بركة تستلزم قدرًا من التضحية؟ فالغنم يُعطي صوفه بدون أن يضع حياته، وكم هم كثيرون أولئك الذين حصَّلوا بركات زمنية بدون أن يُدركوا أن تلك إنما حازوها على أساس موت المسيح!‬

‫ كانت المناسبة عيدًا، وها داود يطلب صراحةً من نابال بعض الزَّاد، نظير حماية قطعانه. وكم يُشبه العالم الحاضر – روحيًا – نابال في رفضه التماس داود! فالعالم أيضًا له غنمه الذي يجزه، وهم يجمعون خيرات بغنى لم يتعبوا في زرعها. إنهم لا يدركون إن كل رحمة يتحدثون بها قد دفع المسيح ثمنها بموته، وأنه هو ذاته مُعطيهم وحاميهم غير المنظور. وهو – تبارك اسمه – يطلب تعويضًا من وفرة غناهم. إنه يُطالب بالبر والإنصاف، ولكن العالم فشل في الوفاء بهما.‬

‫ صموئيل ريدوت ‬
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net