الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق ‫الجمعة‬ ‫7‬ ‫يونيو‬ 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
‫العشاء العظيم‬
‫«اخرُج إِلَى الطُّرُقِ والسِّيَاجَاتِ وَأَلزِمهُم بِالدُّخولِ حتى يَمتلِئَ بَيتِي»‬‫ ( لوقا 14: 23 )
‫ بينما كان الرب جالسًا على المائدة في بيت الفريسي، وبعد أن وجَّه كلمته لكل من المُضيف والضيوف، صاح أحد الجالسين معه قائلاً: «طُوبَى لِمَن يأكلُ خُبزًا فِي مَلكوتِ اللهِ» ( لو 14: 15 ). وكان هذا الشخص يعني أن ملكوت الله مكان مبارك يستمتع به الذين يحظون بالدخول إليه، ولكن الدخول إليه ليس أمرًا سهلاً. هذا ما كان في فكر ذلك الرَجُل، ومن المؤكد أنه الفكر الطبيعي العام.‬

‫ وعلى التو يذكر الرب مَثَل العشاء العظيم، الذي به بيَّن لذلك الإنسان الذي تكلَّم تلك الكلمات، كما بيَّن لنا نحن أيضًا، أن المشكلة والصعوبة ليست في رب الملكوت، ولكن المشكلة هي في قلب الخاطئ؛ ذلك الضيف المدعو. إذ إن الإنسان الخاطئ البعيد عن الله، يعتبر الحقل والبقر والزوجة، وأمور العالم الحاضرة والملذات، وإشباع الكبرياء، وما شابه ذلك، يعتبرها أمورًا أكثر أهمية من الملكوت بكل أمجاده ( لو 14: 18 -20). إن ذلك الملكوت قد بيع مرة بقطيع من الخنازير، ثم بيع بثلاثين قطعة من الفضة، ولا يزال يُباع كل يوم بالبقر أو الحقل أو الزوجة.‬

‫ كان هذا المَثَل إجابة كاملة للأفكار التي كانت تجول في عقل ذلك الرجل. فالمسؤولية إذن تقع على الطبيعة الفاسدة. فقد ذُبحت المُسمَّنات، وأُعدت المائدة، ودُعي الضيوف، وكل شيء مُعد من جانب الله، والباب مفتوح على مصـراعيه. ولكن الإنسان ليس لديه الاهتمام بالأمر، فإن إله هذا العالم يُسيطر على القلب بطريقة أو بأخرى ( 2كو 4: 3 ، 4)، حتى اضطر الرب أن يُلزم المساكين بالدخول كما يُخبرنا المَثَل.‬

‫ وها نرى الرب يهتم – والحالة هكذا – بأن يملأ بيته وملكوته بأُناس كانوا بالطبيعة أعداء له، ولكنهم بعمل روحه ”جُعلوا راغبين“! تُرى أي مُضيف يتحمَّل هذه المعاملة مع ضيوفه؟ ولكن الله هو الله وليس إنسانًا، وهذا يُوضح هذا السـر وهذه الأعجوبة. فإن ميل قلب الإنسان ونفوره قد أعطى الفرصة للمحبة الإلهية أن تتضح في إظهار قوة الروح لعلاج الميل الطبيعي للإنسان. بالإضافة إلى إرسال الابن لعلاج الإنسان كمَن هو تحت دينونة العدل. فالنعمة إذن تسود المشهد كله، ولذا فهي منحَتنا الابن والروح القدس اللذين بدونهما لا يتحقق شيء. فليس واحد من أولئك المدعوون يكون في الملكوت، ويجب أن يؤتى بالناس الذين في الشوارع والأزقة والطرق ..، بل يجب أن يُلزَموا بالدخول، فرَّب العشاء يجب أن يملأ الأماكن بالضيوف، كما يملأ المائدة بالأطياب.‬

‫ بللت‬
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net