الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 10 أغسطس 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الفرح المسيحي
«اِفرَحُوا فِي الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ، وَأَقولُ أَيضًا: افرَحوا» ( فيلبي 4: 4 )
في فيلبي 4: 4 يعود الرسول بولس مرة أخرى إلى التحريض الذي أورَدَهُ في فيلبي 3: 1. هناك يقول: «افرَحوا فِي الرَّبِّ»، وهنا «اِفرَحوا فِي الرَّبِّ كلَّ حِينٍ»، فلا يجب أن نسمح لشـيء أن يُبعدنا عن الفرح. وهو يُكرِّر العبارة للتأكيد «وأَقولُ أَيضًا افرَحُوا». فلسنا مُطَالَبين بالإيمان والثقة فقط، بل بالفرح أيضًا.

وهذا يقود إلى الأشياء التي يمكن أن تَعوق فرحنا في الرب. وأحَدها هو روح عدم الخضوع والفظاظة التي تُصـرّ على الحقوق، فهي مصدر مُتجدِّد للسخط والانشغال بالذات. والمطلوب، وهو النقيض لهذه الروح، أن نتصف بالحِلم واللطف، لأن الرب قريب وهو الذي سيتولى قضيتنا ( في 4: 5 ).

هناك أيضًا مطالب ومشاغل الحياة المتنوعة، وهي أمور تملأ قلوبنا بالهموم والقلق. والعلاج لها هو الصلاة، الصلاة الممزوجة بالشكر، ومدى هذه الصلاة تُحدِّده عبارة «كُلِّ شيءٍ» ( في 4: 6 ).

إن الفرح المسيحي هو ظاهرة منفصلة عن ظروفنا الآنية. فلو كنا رهنًا بما يُحيط بنا، لكان فرحنا غير مضمون، كحال الشمعة المُشتعلة في ليلة عاصفة. ففي لحظة من اللحظات، تشتعل الشمعة بانتظام، فيما قد ينتقل اللهب ويتحوَّل، في اللحظة التالية، إلى طرف الفتيل، فلا يعود يُعطي إلا نورًا شاحبًا، أو يخبو النور تمامًا. لكن الفرح المسيحي لا علاقة له بظروف الحياة الزائلة، ولا هو بالتالي فريسة اليوم الزائل. أحيانًا، تظهر أحوالي شبيهة بيوم من أيام الشتاء المُشمسة، لكي تغدو، فيما بعد، أشبه بيوم من أيام الأعاصير المُظلمة. فأنا، يومًا أكون في عُرس، ويومًا آخر أقف على مقربة من قبر مفتوح. أجلْ، تتغيَّر الأيام وتتبدَّل حال الجو، ومع هذا، من الممكن أن يستمر الفرح المسيحي ويدوم. لكن، أين يَكمُن سر هذا الثبات المجيد؟

هذا هو السـر: «ها أَنا مَعكم كلَّ الأَيامِ» ( مت 28: 20 ). ففي تغيُّر الأيام، هو لا يتغيَّر ولا يتعب. إنه ليس صديقي فقط خلال الأيام الجميلة المناخ، لكي يتخلَّى عني في الأزمنة الحالكة والباردة من السنة. هو لا يختار أيامي الجميلة والمزدهرة، لكي يختفي في أيام فقري وهزيمتي. إنه لا يظهر فقط عندما ألبس إكليلاً من الزهر، لكي يتوارى عندما أحمل إكليلاً من الشوك. إنه معي «كلَّ الأَيامِ»، في أيام الخير والنجاح، وفي أيام الضيق والفشل؛ عندما يقرع جرس المأتم، وعندما يُرن جرس العُرس. «كلَّ الأَيامِ»: يوم الحياة، ويوم الموت.

جويت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net