الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 3 أغسطس 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
كان يُصَلِّي
«اعتمَدَ يَسوعُ أَيضًا. وإِذ كَانَ يُصلِّي انفَتحَتِ السَّمَاءُ» ( لوقا 3: 21 )
بعد ثلاثين سنة من الحياة الخاصة المباركة التي عاشها ربنا يسوع المسيح فيما لأبيه، حان الوقت المُعيَّن له أن يظهر لإسرائيل، لكي يبدأ خدمته الجهارية وسط شعبه. لذلك نزل إلى مياه نهر الأردن ليعتمد من يوحنا المعمدان. وإذ كان يُصلِّي انفتحت السماء، ونـزل عليه الروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة. وكان صوت من السماء قائـلاً: «أَنتَ ابنِي الحبيبُ، بِكَ سُرِرتُ» ( لو 3: 21 ، 22). وفي صلاة الرب يسوع هذه نراه كالإنسان الكامل، المُتكل على الله.

لم تكن صلاة المسيح هي صلاة الاعـتراف والتوبة كبقية الذين اعتمدوا. حاشا، فهو القـدوس الـذي بلا خطية، لكنه صلَّى لكي يُعلن الآب عن قداسته وأنـه هو ابنه الحبيب، ويكشف عن تأييده لـه، وأيضًا ليُمسح بالروح القدس ليبدأ خدمته الجهارية. فما وُعـد به المسيح يجب أن يحصل عليه بالصلاة كما هو مكتـوب: «اِسأَلني فأُعطيَكَ» ( مز 2: 8 ). واستُجيبت صلاة المسيح هذه بأن السماوات انفتحت، ونزل عليه الـروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة، واستقر عليه، وهذه هي مسحة الخدمة ( أع 10: 38 ). وجاء صوت الآب مُعلنًا أن المسيح هو ابنه الحبيب، موضوع سروره ولذته وشبعه. وهنا نجد ارتباطًا بين الصلاة والروح القدس، فكل مؤمن يريد أن يخدم الرب عليه أن يُصلِّي لطلب المعونـة من الله، وأيضًا يترك المجال للروح القدس ليعمل فيه.

كانت صلاة المسيح أيضًا هي صلاة التكريس للخدمة المجيدة التي كان مزمعًا أن يقوم بها. والروح القدس لا يقول هنا إنه صلَّى؛ بل «كانَ يُصَلِّي»، أي كان في وضع الصلاة الدائم. وهذا يُرينا شركته المستمرة مع الله أبيه.

بعد المعمودية مباشرةً نـراه في البرية أربعـين يومًا يُجرَّب من إبليس، حيث حقق انتصارًا ساحقًا عليه، وإذا أردنا سماءً مفتوحة وتأييدًا بقوة الروح القـدس وانتصارًا في التجارب ونجاحًا في الخدمة، فعلينا بالصلاة.

وإذا كان رب المجد بعد المعمودية وقبل بداية خدمته صلَّى، فكم تكون الصلاة ضرورية لنا جدًا كمؤمنين نخدم الرب. إن الصلاة المنتظمة في أوقات مُحددة في اليوم توجد علاقة وشركة قوية مع الله، وبدون الصلاة تكون الحياة الروحية ضعيفة وهشة.

ليُعطنا الرب أن نُصلِّي كل حين، وفي أي مكان نوجَد فيه.

أمين هلال
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net