الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 8 أغسطس 2019 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
المجدلية والتكريس
«جَاءَت مَريَمُ الْمَجدَلِيَّةُ إِلَى القَبرِ بَاكرًا، والظلاَمُ بَاقٍ» ( يوحنا 20: 1 )
في فجر القيامة رسمت المجدلية خريطة التكريس للبشـرية: (1) النشاط: قامت المجدلية في الصباح باكرًا جدًا، بكل نشاط، ناسية أن أبواب المدينة مغلقة. وسبقها في النشاط إبراهيم، يوم بكر لتقديم إسحاق. لا تكريس ولا طاعة، دون نشاط وتبكير، ولهفة لتنفيذ الوصية. (2) معونة الأتقياء: ذهبت المجدلية إلى القبر، ولم تجد جسد السيد. فإذا بها ترجع إلى الأتقياء في شعب الله؛ إلى بطرس؛ أول الرسل، ويوحنا، المتمتع بالمحبة في حضنه. وتخبرهما بحيرتها، واحتياجها للمساعدة. وهي تقول: «أَخَذوا السَّيدَ مِنَ القَبرِ، ولسنا نَعلَمُ أَينَ وضَعوهُ». أصابت المجدلية. والتلميذان لم يخذلاها، بل ذهبا إلى القبر. لكنهما لم يجدا جسد يسوع. ومضيا إلى موضعهما. وتركاها وحدها مع قلبها الكسير. الإخوة الروحانيون لم يعينوا طالبي الكريس. (3) معونات السماء: أرسلت السماء معونتها لهذه النفس المكرسة، الملائكة. فسألوها: «لِماذَا تبكينَ؟». مُقدّرين دموعها. فأجابت باختصار: «أَخَذوا سَيِّدي ولستُ أَعلَمُ أَينَ وضَعوهُ». ما أعجبها، المجدلية! لا تعبأ بالملائكة، ولا رهبتهم، ولا سألتهم أين السَيِّد، ولا أعطتهم فرصة للمعونة. ولكن هل تفشل معونات السماء؟ يقينًا لا. (4) القفا لا الوجه: هنا مبدأ هام جدًا. فبطرس ويوحنا لم يعيناها، فأعطتهما القفا. وكذلك الملائكة أعطتهم ظهرها حرفيًا. وأقول بكل احترام، إنها أعطت الظهر لرب المجد، إذ لم تعرف أنه هو. والسَيِّد لم يلمها. هنا أعظم مبدأ للتكريس؛ القفا لكل ما لا يُعين. والهدف واحد وحيد؛ العريس.

السماء تعين: الأغلب أن الملائكة نظرت إلى ما وراء مريم، نظرة تحية خاصة، للرب. فنجحوا في جعلها تلتفت للوراء. وهنا أسلمتها السماء، لعناية السَيِّد نفسه. وكانت مريم قد اقتربت جدًا من العريس، ربما على بعد أشبار منه. فالتكريس الحقيقي أقوى مغناطيس للسَيِّد. هنا أظهر السَيِّد نفسه، لها، بكلمة واحدة، من صوته المعروف لديها؛ «يا مَرْيَمُ»، فعرفته فورًا.

القلوب المُكرسة: النشاط شيمتها، ومعونة الروحيين، عند الاحتياج، طلبها. ومعونة السماء وعد لها. وإعلان العريس ذاته لها غرضها. مكافأة مريم؛ أعظم مكافأة هي الإعلانات المعطاة لها، والنعمة التي استأمنتها لحَملها، لعائلة الله كلها. المسيح سيصعد للآب. والآب يعلن عن ذاته؛ كإله وأبي ربنا يسوع المسيح. وعائلة الله تأسست.

أشرف يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net