الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 24 أكتوبر 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
إله المجد
«ظَهَرَ إِلَهُ الْمَجْدِ لأَبِينَا إِبْرَاهِيمَ ... وَقَالَ لَهُ: اخْرُجْ ... فَخَرَجَ» ( أعمال 7: 2 -4))
لماذا ترك إبراهيم أرض آبائه في أور الكلدانيين ليذهب إلى أرض لا يعرفها؟! لماذا ترك الأهل والسهل ليتغرب في أرض لم يعرف أين هي، ولم يرها من قبل؟! لا بد أن هناك سببًا يتوازن مع هذا العمل من أعمال الإيمان. والسبب فعلاً موجود. إن القوة الدافعة والرافعة في حياة إبراهيم كانت بسبب ظهور “إِلَهُ الْمَجْدِ” له. ذلك الظهور ملأ كيانه بإدراك صحيح لقوة وعظمة ونعمة الله الخالق، تلك التي ليست من الأرض ولا تمت إلى الأرض بسبب. هذا واضح من كلمات استفانوس في سفر الأعمال «ظَهَرَ إِلَهُ الْمَجْدِ لأَبِينَا إِبْرَاهِيمَ ... وَقَالَ لَهُ: اخْرُجْ مِنْ أَرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ، وَهَلُمَّ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُرِيكَ. فَخَرَجَ» ( أع 7: 2 -4).

لقد كانت نتيجة ذلك الظهور أن انفصل إبراهيم عن مبادئ العالم. إنه تعرف بإله المجد. لقد اكتفى بأن يعيش غريبًا ونزيلاً في الأرض، لأنه كان ساعيًا إلى وطن أفضل أي سماوي. باختياره ترك بلده وأرضه وعشيرته «لأَنَّهُ كَانَ يَنْتَظِرُ الْمَدِينَةَ الَّتِي لَهَا الأَسَاسَاتُ، الَّتِي صَانِعُهَا وَبَارِئُهَا اللهُ» ( عب 11: 10 )

وموسى رجل الله وقف أمام فرعون كزعيم ورائد الشعب المُستَعبَد في مصر. لقد دُعيَ لهذه الخدمة وهو ينظر مجد الله في عُليقة تشتعل ولا تحترق، وقام بالخدمة وهو يشهد في كل ضربة من الضربات العشر مجد الله أيضًا. وفي البرية لما صارت تمردات الشعب أصعب من أن تُحْتَمَل قال للرب «أَرِنِي مَجْدَكَ» ( خر 33: 18 ). وكان هذا الاختبار العظيم مُشدِّدًا له في مهمته.

أيها الأحباء إننا لا نستطيع أن نسير بقوتنا الذاتية. إننا غير كُفَاةٌ بالمرة لحمل أثقالنا. يجب أن نعتمد على الله ونركن إلى قوة ذراعه ونقول مع الرسول بولس: «أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي» ( في 4: 13 ).

ف. ب. ماير
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net