الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 11 ديسمبر 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
عطايا النعمة
«فَتَضْرِبُ الصَّخْرَةَ فَيَخْرُجُ مِنْهَا مَاءٌ لِيَشْرَبَ الشَّعْبُ» ( خروج 17: 6 )
عطية المَنّ هي رمز جميل للمسيح المُتجسد (خر16)، لكن كان هناك عطية أخرى في قلب الله أن يُعطيها للإنسان؛ ليس فقط ابن الله، بل أيضًا روح الله. بتجسد المسيح ابن الله تحققنا من معنى اسمه: «اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللَّهُ مَعَنَا» ( مت 1: 23 )، ولكن بعطية الروح القدس صار الله فينا. لقد شرب الشعب الماء فصارت المياه فيهم، وأما نحن فقد شربنا روحيًا، وصار روح الله فينا ( يو 7: 37 -39؛ 1كو12: 13).

لكن هذه العطية؛ أن يسكن الله في داخل الإنسان، كانت تستلزم تطهير ذلك الإنسان، وغفران خطاياه، بل كانت تتطلب تنحية الإنسان في الجسد. وهذا كله استلزم موت المسيح فوق الصليب. لذلك فإنه بصدد عطية المياه المروية كان لا بد من ضرب الصخرة، صورة ورمز لموت المسيح فوق الصليب. وإن كان المَنّ في خروج 16 رمزًا للمسيح المتجسد، فإن الصخرة المضروبة هي رمز للمسيح المتألم.

والرب أعطاهم الماء من الصخرة المضروبة، وواضح أن عطية الماء لم تكن لشعب شاكر مؤمن، بل لشعب متذمر عاصي.

لقد كانت خطية الشعب هي الخلفية والمناسبة لإعطائهم هذه العطية، كما حدث قبل ذلك في عطية المّنَ. إذًا فإنها تُمثل عطية النعمة الإلهية للإنسان الذي لا يستحق.

فبالنعمة نزل القضاء على الرب يسوع المسيح، لكي ينزل الروح القدس على المؤمنين به. وهكذا دائمًا ففي أيام إيليا نزلت النار على الذبيحة، لكي ينزل المطر على الأرض (1مل18). وفي ملء الزمان أسلم المسيح الروح، فإذ بحجاب الهيكل ينشق من فوق إلى أسفل. هكذا هنا في الرمز الجميل؛ بسبب خطية الشعب ضُربت الصخرة، ففاضت منها المياه المروية لكل الشعب.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net