الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 20 ديسمبر 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
كلِّما الصخرة
«خُذِ العَصَا وَاجْمَعِ الجَمَاعَةَ ... وَكَلِّمَا الصَّخْرَةَ أَمَامَ أَعْيُنِهِمْ» ( عدد 20: 7 )
إن الكلمة العبرية “الصخرة” الواردة في عدد 20 تختلف عن الكلمة المستخدمة في خروج 17. في خروج 17 استخدمت كلمة تعني “صخرة خفيضة”، بينما الكلمة المستخدمة في عدد 20 تعني “صخرة عالية مرتفعة”. ونحن لا نعرف السـر في تغيير الكلمة المُستخدمة في الشاهدين، فربما يكون قد حدث للصخرة تغير في طبوغرافيتها. لكن المعنى الروحي واضح، فالصخرة في خروج 17 هي رمز للمسيح المتضع، الذي صُلِب من ضعف، بينما الصخرة في عدد 20 تُعطينا صورة للمسيح المُمجَّد الآن والجالس في يمين عرش العظمة.

وإذا عقدنا بعض المقارنات بين حادثة خروج 17 وحادثة عدد 20 فإننا نجد الآتي: (1) في خروج 17 قال الرب لموسى: «اذْهَبْ (أنت)»؛ في عدد 20 قال له: «أَنْتَ وَهَارُونُ (رئيس الكهنة)». (2) في خروج 17 «خُذْ مَعَكَ مِنْ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ» (الشيوخ هم القضاة في تلك الأيام، فالمشهد هنا قضائي)؛ في عدد20 «اجْمَعِ الجَمَاعَةَ» لأن المشهد نعمة. (3) في خروج 17 خذ معك «عَصَاكَ»، عصا القضاء؛ في عدد 20 خذ «العَصَا»، عصا الكهنوت. (4) في خروج 17 «تَضْرِبُ الصَّخْرَةَ»؛ في عدد 20 «كَلِّمَا الصَّخْرَةَ». (5) الصخرة في خروج 17 صخرة منخفضة، صورة للمسيح المتضع والمتألم، الذي عثر به شعبه، بينما الصخرة في عدد 20 صخرة عالية، صورة للمسيح المُقام، والمرتفع والمُمجَّد في السماء.

المباينة هنا إذًا هي بين صليب الجلجثة وعرش العظمة. والمشهد الوارد في عدد 20 يُصور لنا النعمة الملازمة لنا كل الطريق، والتي لنا في المسيح الجالس فوق جميع السماوات، بالمقابلة مع خروج 17 الذي يُصور لنا مشهد النعمة التي ظهرت في الصليب بموت بديلنا عنا.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net