بدأ دِيمَاسُ عاملاً في خدمة الرب مع الرسول بولس، ولكنه التفت إلى الوراء، فترك الخدمة لأنه «أَحَبَّ الْعَالَمَ الْحَاضِرَ». ويا له مِنْ عنوان سيء للحياة المسيحية! وهكذا قد يسير البعض، ويقطعون شوطًا في طريق الخدمة والتكريس للرب، لكنهم سرعان ما تفتر همتهم، وتبطل إطلاقًا. لقد كانت محبة العالم قابعة في قلبه، وفي آخر المطاف اجتذبته، فترك خدمة الرب، وذهب إلى تسالونيكي إذ أحبَّ العالم الحاضر!
لقد كان “دِيمَاسُ” من بين القليلين الذين كان لهم امتياز الاتصال الشخصي برسول الأمم العظيم؛ الرسول بولس. وبفضيلة الأمانة كان يمكن أن يكون له سمعة تيموثاوس أو لوقا. لكنه باع مديح الرب بمشغوليات عالمية زهيدة، واستبدل صحبة الرسول بولس؛ أسير الرب، ببريق المادة ووهجها.
ولنا درس في فشل “دِيمَاسُ”. فإنه يُرينا أن الشركة - ولو كانت مع أعظم القديسين – لا تكفي لأن تحفظنا من الضلال والتيهان والتواطؤ مع العالم. فالجلوس عند قدمي أعاظم مُعلمي الكتاب، أو العضوية في إحدى الكنائس التي يقوم بالخدمة فيها أتقى الرعاة بين رجال الله؛ هذه كلها امتيازات، لكنها ليست أكثر من ذلك. إننا لا ندخل السماء عن طريق إيمان شخص آخر، ولا شهادتنا تلمع عن طريق قداسة الآخرين. إنما فقط المشغولية القلبية بالرب يسوع هي التي تحفظنا وتُخلّصنا مِن المآسي الديماسية.