الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 18 مارس 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
تعالوا إليَّ
«تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ» ( متى 11: 28 )
تُعْتبر هذه الآية من أشهر الآيات التبشيرية في الكتاب المقدس. والمسيح فيها لا يدعو المستريحين، ولا المنصـرفين إلى ملذات الحياة، بل يدعو كل من جف حلقه بحثًا عن السعادة، بلا جدوى. أمثال هؤلاء الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، يدعوهم المسيح هنا ليُريحهم من ثقل خطاياهم. كم مِن ملايين التعابى في العالم يشعرون بالحمل الثقيل في قلوبهم، والتعب الشديد في ضمائرهم، هؤلاء جميعًا يدعوهم المسيح أن يأتوا إليه بكل بساطة، واعدًا كل من يأتي إليه بالراحة الكاملة. والتعب هو حصة كل إنسان نتيجة الخطية، وحتمًا - عاجلاً أم آجلاً - سيحس كل إنسان بالتعب الشديد والحمل الثقيل. فيا مَن تئن تحت حمل الخطية، أسرع إلى مُريح التعابى! هذا هو كل المطلوب من الإنسان: أن يأتي كما هو. بل حتى هذا الدور ينبغي أن نفهمه في ضوء الإعلان الإلهي الشامل، حيث يقول المسيح: «لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يُقْبِلَ إِلَيَّ إِنْ لَمْ يَجْتَذِبْهُ الآبُ الَّذِي أَرْسَلَنِي» ( يو 6: 44 ). وعبارة «أَنْ يُقْبِلَ» معناها “أن يؤمن”. بدون معونة منه لن يمكنك أن تُقبل أو أن تؤمن، فاطلب ذلك منه بكل اتضاع، وهو حتمًا سيُعطيك.

وإذا كان المُخَلِّص يستطيع أن يزيل حمل الخطايا عن الخاطئ، فذلك لأنه قد أخذ هذا الحمل على نفسه فوق الصليب، وَتَحَمَّلَ قصاص الله بسببها، وأبعدها من قدام الله، ونزعها من على المذنب الذي يؤمن بقيمة ذبيحة المسيح. والمسيح الآن، ما زال يدعو، بكلماته هذه، كل متعب ومُثْقَل، أن يأتي إليه ليُمتعه بالراحة. عندما أرسل نوح الحمامة من الفلك، عادت إليه نحو المساء إذ لم تجد مقرًا لرجلها. لقد رجعت إلى الفلك، ووجدت الراحة في داخله. هكذا المسيح، فُلك نجاتنا، يستطيع وحده أن يهب الراحة للنفوس المتعبة البائسة، التي لم تجد في العالم الملوث مقرًا لرجلها.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net