الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 28 مايو 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أنيسيفورُس جالب الإنعاش
«أُنِيسِيفُورُسَ ... مِرَاراً كَثِيرَةً أَرَاحَنِي وَلَمْ يَخْجَلْ بِسِلْسِلَتِي» ( 2تيموثاوس 1: 16 )
“أُنِيسِيفُورُسُ” اسمه يعني “مَنْ يَجلِب الإنعاش” أو “مَنْ يعزي”، وهذا ما كان يميزه فعلاً. ولكي ما تستطيع أن تُعزي الآخرين، يجب أن تتعزى أنت أولاً بالرب، وبإخوتك أيضًا ( 2كو 1: 4 ؛ 7: 6، 7). ويشهد الرسول عن أُنِيسِيفُورُس شهادة جميلة: «وَكُلُّ مَا كَانَ يَخْدِمُ فِي أَفَسُسَ أَنْتَ تَعْرِفُهُ جَيِّدًا» (ع18). إننا لا نعلم طبيعة تلك الخدمات، لكن الرب لا ينساها أبدًا. أما عن نفسه فقد قال بولس: «مِرَاراً كَثِيرَةً أَرَاحَنِي»؛ مؤمن بسيط يُريح وينعش رسول!

لم يُطلق على أُنِيسِيفُورُس لقب “المتجند” مثل الآخرين، لكننا نستطيع أن نقول عنه شريك آلام. لم يكن الرسول بولس رجلاً خارقًا، وكم كانت تعزيات شخص مثل أُنِيسِيفُورُس غالية على قلبه. ولقد انفتح الباب، ذات يوم، في السجن الروماني الرهيب، ومَن ظَهَر أمام الرسول المتروك من الجميع؟ أُنِيسِيفُورُس! كان على ذلك الشخص الآتي من أفسس أن يتحلى بالشجاعة والمُثابرة ليجد الرسول. لم يخجل بِسِلسِلَته، وظل يفتش ويبحث عنه حتى وجده. أ لم يوجد فرد واحد في كنيسة روما يدِل أُنِيسِيفُورُس على مكان بولس، وكيف يصل إليه؟ أ لم يَزره أحد من الكنيسة من وقت لآخر؟! يبدو أنه لم يحدث ذلك، بالرغم من أنه عندما وصل بولس إلى رومية، خرج الإخوة لاستقباله، وشكر الرسول الله وتشجع ( أع 18: 15 )، لكن الآن ...!

إن أُنِيسِيفُورُس وحده أراح الرسول وأنعشه، وقام بعدة خدمات وجاء إلى روما. لكن بركة خاصة كانت ستُمنح لأسرته، لأنه - أي الأب - كان أمينًا، وسيعطى «رَحْمَةً مِنَ الرَّبِّ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ»؛ اليوم الذي سيُستعلن فيه كل شيء (أع18). ولقد أنهى الرسول رسالته الأخيرة، وسلَّم على أصدقاء قدماء؛ فِرِسْكَا وَأَكِيلاَ، وكان السلام الأخير موجهًا لبيت ذلك الخادم الأمين ( 2تي 4: 19 ).

أحبائي: إن التفاني والأمانة في الخدمة لا يتطلبان موهبة كبيرة، بل قلبًا كبيرًا.

جورج أندريه
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net