الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 12 يونيو 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
التوبة الحقيقية
«قَالَ يَسُوعُ لِسِمْعَانَ بُطْرُسَ: ... أَتُحِبُّنِي أَكْثَرَ مِنْ هَؤُلاَءِ؟» ( يوحنا 21: 15 )
«فَبَعْدَ مَا تَغَدَّوْا قَالَ يَسُوعُ لِسِمْعَانَ بُطْرُسَ: يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، أَتُحِبُّنِي أَكْثَرَ مِنْ هَؤُلاَءِ؟» ( يو 21: 15 )، وكأن سمعان عند سماع هذه الكلمات من فم سيِّده الأمين يتذكَّر في الحال ذلك القول الذي نطق به مرة وهو محمول بالثقة الذاتية: «وَإِنْ شَكَّ فِيكَ الْجَمِيعُ فَأَنَا لاَ أَشُكُّ أَبَداً» ( مت 26: 33 ).

وهنا يأتي السؤال الفاحص لأعماق القلب مُكرَّرًا ثلاث مرات متتالية، وكأن الرب يقصد بذلك أن يُذكِّر بطرس بذلك الإنكار المثلث الذي حصل منه. هذه الكلمات قد مسَّت قلب بطرس، ووصلت إلى جذر وأساس الموضوع كله، وهذا ما كان لازمًا في حالة بطرس كما هو لازم أيضًا في كل حالة أخرى. فعمل الرجوع لا يمكن أن يكون كاملاً إلا إذا وصل إلى الجذور وحكم عليها، فالعمل السطحي لا ينفع بتاتًا. ونحن نميل دائمًا للاكتفاء بقطف الحشائش التي تظهر على سطح حياتنا العملية اليومية دون الوصول إلى الجذور المدفونة؛ جذور الثقة في الذات، والنتيجة المحزنة هي أن الحشائش تظهر ثانية وبسرعة، وتكون مدعاة لأسفنا وخزينا وإهانة اسم سيِّدنا. إن الحكم على الذات يجب أن يكون أكثر تعمقًا إذا كنا نريد حقًا أن نتقدم تقدمًا صحيحًا. إننا بالأسف سطحيون بشكل مريع، ومتساهلون للغاية، ويعوزنا أن نكون أكثر تعمقًا وتدقيقًا. كما أننا في حاجة أشد إلى عمل قلبي نظير العمل الذي تم في سمعان بن يونا على شاطئ بحر طبرية «فَحَزِنَ بُطْرُسُ لأَنَّهُ قَالَ لَهُ ثَالِثَةً: أَتُحِبُّنِي؟» ( يو 17: 21 ). على أن مشرط الطبيب الإلهي قد وصل إلى أصل المرض الأدبي وكفى. إنه كان لازمًا وفي الوقت نفسه كان كافيًا، وما كان على سمعان بطرس المتألم والحاكم على ذاته إلا أن يعود إلى تلك الحقيقة العظمى، وهي أن سيِّده كان يعلم كل شيء «يَا رَبُّ، أَنْتَ تَعْلَمُ كُلَّ شَيْءٍ. أَنْتَ تَعْرِفُ أَنِّي أُحِبُّكَ» ( يو 21: 17 ).

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net