الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 14 يونيو 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
خبزُ الحياةِ
«إِنْ أَكَلَ أَحَدٌ مِنْ هَذَا الْخُبْزِ يَحْيَا إِلَى الأَبَدِ» ( يوحنا 6: 51 )
في يوحنا 6: 50–58، يتكلَّم الرب – ما لا يقل عن سبع مرات – عن أكل جسده باعتباره الخبز الحي، وثلاث مرات عن شرب دمه. وما نأكله وما نشربه فإننا نمتلكه بالمعنى التام العميق. فهو لنا كُليًا وبدون رجعة، وفي النهاية يصير جزءًا منا. وهو بالتالي رمز للإيمان متطابق جدًا، لأن هذا بالضبط هو ما يفعله الإيمان بطريقة روحية. فبالتجسد صار الابن الوحيد للآب بين الناس، وقد نزل حقًا من السماء، وبالتالي فكل ما أُعلِن فيه صار مُتاحًا للناس، ولكن امتلاكه فعلاً هو بالإيمان. ولذلك، ينبغي أن يأكل الناس من ذلك الخبز، وبأكله يحيون إلى الأبد.

والجزء الأخير من الآية 51 يأتي بفكرة جديدة «الْخُبْزُ الَّذِي أَنَا أُعْطِي هُوَ جَسَدِي الَّذِي أَبْذِلُهُ مِنْ أَجْلِ حَيَاةِ الْعَالَمِ»، وهنا يُشير الرب إلى أن تجسُّده كان بهدف أن يموت. فبعيدًا عن موت ابن الإنسان وقبوله بالإيمان لن يكون لأحد أي حياة روحية فيه (ع53). فإذ جاء الابن في الجسد كابن الإنسان ومات، تقوم الحياة على الإيمان به.

وكلمة “يأكل” في الآيتين 51، 52 تستحق الوقوف عندها. فهي تَعْني فعل الامتلاك مرة واحدة وإلى الأبد. هذا الفعل لا بد أن يحدث لكي يحيا الإنسان لله – فلا حياة بدون الإيمان – امتلاك موت المسيح. هذا على أية حال لا يتعارض مع الأكل بشكل مُتكرِّر، وهو المقصود في الأربع مرات التي ذُكرت فيها الكلمة في الآيات 54، 56، 57، 58. فالحياة التي ننالها تحتاج أن نغذيها ونحافظ عليها، فالذي أكل يستمر يأكل. بمعنى آخر: مَن نال الحياة بالامتلاك الأصلي عن طريق الإيمان، يحيا الآن على نفس المبدأ؛ «الْبَارُّ بِالإِيمَانِ يَحْيَا»، فهو قد آمن ويستمر مؤمنًا.

ف. ب. هول
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net