الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 22 يوليو 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الفضة تُحصِّل الكلَّ!
«لِلضِّحْكِ يَعْمَلُونَ وَلِيمَةً، وَالْخَمْرُ تُفَرِّحُ الْعَيْشَ. أَمَّا الْفِضَّةُ فَتُحَصِّلُ الْكُلَّ» ( جامعة 10: 19 )
“المال يوفر لك كل شيء”... هذا المَثل الشائع يبدو كأنه وليد العصر الحديث. غير أن النص أعلاه – وهو يحمل نفس المعنى – هو النتيجة التي وصل إليها سليمان الملك، وسجلها منذ حوالي ثلاثة آلاف عام، ثم جاء دستويفسكي (1821-1881م) ليُعبّر عن المعنى نفسه بقوله: “إن المال يمنح الحرية”. ولعل هذه الأقوال وما شابهها تبدو وكأنها تُبرر الوقت والجهد اللذين يبذلهما البعض في تحصيل النقود.

ولكن المدهش حقًا أن الملك سليمان لم يسلك وفقًا لهذا المبدأ. ففي حداثته منحه الله فرصة ليطلب ما يشاء، فلم يطلب ثروة، بل حكمة. ومن المعروف أن طلبته استُجيبت على أفضل وجه، حتى أن حكمة سليمان صارت مضرب الأمثال. فما الذي دفع سليمان إلى طلب الحكمة لا الفضة؟

لعله قرأ في المزامير: «لاَ تَخْشَ إِذَا اسْتَغْنَى إِنْسَانٌ، إِذَا زَادَ مَجْدُ بَيْتِهِ. لأَنَّهُ عِنْدَ مَوْتِهِ كُلُّهُ لاَ يَأْخُذُ. لاَ يَنْزِلُ وَرَاءَهُ مَجْدُهُ» ( مز 49: 16 ، 17). ولعلنا نتذكر المَثل الشائع: “إن الكفن ليس له جيوب”. فلا الثراء ولا المهارة في تحصيل الأموال، لتستطيع أن تُحصننا ضد الموت. لذلك نحن نصل إلى نتيجة مؤداها أن هذه الكلمات “الْفِضَّةُ تُحَصِّلُ الْكُلَّ” لا تنطبق إلا على حياتنا الأرضية فقط.

ثم أن ثمة فكر آخر خطير، وهو أن الأموال تمنحنا مزية لدى الله! إنه من المضحك حقًا أن يظن البعض أن بإمكانهم رشوة الله. يقول صفنيا النبي عن الخطاة: «لاَ فِضَّتُهُمْ وَلاَ ذَهَبُهُمْ يَسْتَطِيعُ إِنْقَاذَهُمْ في يَوْمِ غَضَبِ الرَّبِّ» ( صف 1: 18 ). إن طريق الفداء واحد: «لاَ بِأَشْيَاءَ تَفْنَى، بِفِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ ... بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ ... دَمِ الْمَسِيحِ» ( 1بط 1: 18 ، 19).

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net