ما هي الأبدية؟ إن الزمن ما هو إلا ذرة من الرمل على شاطئ محيط الأبدية غير المحدود. إن الزمن ما هو سوى واحدة من دقات تلك الساعة التي تشتغل إلى ما لا نهاية. إن أعظم المحاسبين في العالم لو أخذ يحسب حتى تعب عقله من طول صف الأرقام المرصوصة بجانب بعضها، لما وصل في النهاية إلا إلى رقم يعتبر في الواقع الوحدة بالنسبة للأبدية.
إن جميع الأعداد تفشل في حصرها، وجميع اللغات تعجز عن وصفها. والعقل البشري، مهما سما، لا يستطيع البتة أن يدرك معنى هذه الكلمة الرهيبة “الأبدية”. إن الأبدية حقيقة رهيبة للجميع، ذلك لأن النفس خالدة لا يعتريها الموت.
إن الحياة الأبدية هي نصيب جميع المؤمنين. كم هو حلو على آذان المؤمنين رنين عبارة “الحياة الأبدية”. سيكون بالنسبة لهؤلاء المؤمنين نهارًا بلا ليل، سعادة دائمة بدون أية شائبة حزن ولو ضئيلة جدًا. إن الميراث أبدي، والمؤمنون لهم حياة أبدية، يتمتعون فيها بهذا الميراث.
ولكن الأشرار هالكون إلى الأبد. إن النقطة الأعظم مرارة في كأس الغضب هي الفكر أن هذا الغضب دائم إلى الأبد. إن دودة الندم سوف لا تموت البتة، والنار سوف لا تنطفئ. ما أرهَبَكِ أيتها الأبدية! ما أروعكَ أيها الغضب الآتي! إن الغضب الآتي سيستمر إلى أبد الآبدين. يقول الرب: «فَيَمْضِي هَؤُلاَءِ إِلَى عَذَابٍ أَبَدِيٍّ وَالأَبْرَارُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ» ( مت 25: 46 ). إن الرب يسوع هو المُخلِّص الوحيد، ودمه هو الوسيلة الوحيدة للتطهير من الخطية. إن المسيح يرغب في الخلاص وقادر عليه، إنه يقدر أن يخلص إلى التمام، وقد قال: «مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ لاَ أُخْرِجْهُ خَارِجًا» ( يو 6: 37 ).