الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 9 سبتمبر 2020 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الحَمَل المُخلِّص والأسد القاضي
«آمِنْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَتَخْلُصَ» ( أعمال 16: 31 )
جَمَحَ حصان وانطلق راكضًا وهو يجر عربة بها طفل صغير. ورأى شاب الطفل في العربة، فأسرع لمنع الخطر المُحدق به. وجازف الشاب بحياته ليُمسك بالحصان الجامح ويُوّقفه. وكبر هذا الطفل الذي تمَّ إنقاذه، لكنه صار رجلاً خارجًا عن القانون. وفي أحد الأيام مَثُل أمام القضاء منتظرًا الحكم عليه في جريمة خطيرة. وتعرَّف السجين على القاضي؛ لقد كان ذات الشاب الذي سبق وأنقذ حياته وهو طفل صغير، منذ سنوات خلت.

حاول الرجل استعطاف القاضي، مُذكّرًا إياه بشهامته التي أنقذته في الماضي وهو صغير. لكنَّ الكلمات التي خرجت من منصة القضاء أسكتت كل محاولات الاستعطاف. قال القاضي: “أيها الرجل: آنذاك كنت مُخلِّصك. أما اليوم فأنا قاضيك. ولا بد أن أحكم عليك بالموت شنقًا”.

وهكذا فإن الناس يتوسمون العطف والرحمة في محبة الله ورحمته وغفرانه، وينسون أنه عادل وبار وقدوس أيضًا. والإنجيل لا يُخبرنا عن إله يتغاضى بسبب محبته عن الخطايا، بل يُكلّمنا عن إله يُحب الخطاة، وقد ظهرت محبته لهم في مواجهة مطاليب عدله ضد خطاياهم، لأن المسيح؛ حَمَل الله الوديع، قد احتمل كل عقوبة خطايانا بكل هديرها وعجيجها. لقد جاء – له كل المجد - إلى هذا العالم ليموت عن خطايانا، وليُخلّص كل مَنْ يؤمن به. وهذا عرض قائم حتى اليوم. لكنه سيأتي يوم ما، سيُسحب فيه هذا العرض، لأن حَمَل الله المذبوح لأجل خطايانا سيُصبح الأسد الذي سيدين كل مَن رفضه.

يُمكننا اليوم أن نتقابل مع الرب يسوع باعتباره حَمَل الله المذبوح لأجل خطايانا، فننال منه الخلاص. لكن إذا لم نرجع إليه بالإيمان، فسنقف أمامه في يوم الدينونة باعتباره قاض عادل، لننال منه القصاص.

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net