أيها الأخ العزيز إن الرب يُنَجِّيكَ مِنْ فَخِّ الصَّيَّادِ بإحدى طريقتين:
(1) إنه ينجيك منه بعد أن تكون قد وقعت فيه، كما نجَّى الرفاق الثلاثة وهم في أتون النار، فخرجوا وشعرة من رؤوسهم لم تحترق، ورائحة النار لم تأت عليهم، وكما نجَّى دانيآل في جُبّ الأسود فسدَّ أفواهها عن أن تمسه بأي أذى.
(2) أو هو يُنجِّيك من الوقوع في الفخ أو في الضيق بعد أن تكون قريبًا منه كل القُرب.
إن الطريقة الأولى، كثيرًا ما تكون سبب تعزية فائضة عند البعض، والطريقة الثانية تكون بركة عظمى عند البعض الآخر.
إن الرب يعلم الوسيلة الصحيحة لك لينقذك من الضيق، قد تقول وأنت في وسط متاعبك وآلامك: لماذا كل هذا يا رب؟ ولكن ما أحراك أيها الأخ العزيز أن تتأكد بأن الرب لم يسمح لك بهذا الضيق بلا هدف، بل إنه يريد أن يضع سياجًا حولك حتى يمنعك من السقوط الذي قد تكون عُرضة له، أو ليُقرِّبك منه أكثر، ويزيد من شركتك معه، وهو يعلم أنه سيُنقذك منه بالطريقة المناسبة، وفي الوقت المناسب.
إن إبليس يحاول أن يحيطك بالشك في محبة الرب لك، ولكن جدير بك أيها الأخ أن تتذكَّر أعمال الرب معك في الماضي فتتشجَّع وتتقوَّى. قد تئن تحت آلامك ويتسرَّب إليك اليأس فتقول: لن أنجو هذه المرة! تذكَّر أن «يَسُوعُ الْمَسِيحُ هُوَ هُوَ أَمْسًا وَالْيَوْمَ وَإِلَى الأَبَدِ» ( عب 13: 8 ). إنه بكل تأكيد سينقذك من ضيقك، وبكل تأكيد لا يتركك ولا يهملك. إذن ليتشدَّد وليتشجَّع قلبك، وانتظر الرب فهو بدون شك سينقذك لأنه مكتوب «فِي كُلِّ ضِيقِهِمْ تَضَايَقَ، وَمَلاَكُ حَضْرَتِهِ خَلَّصَهُمْ. بِمَحَبَّتِهِ وَرَأْفَتِهِ هُوَ فَكَّهُمْ وَرَفَعَهُمْ وَحَمَلَهُمْ كُلَّ الأَيَّامِ الْقَدِيمَةِ» ( إش 63: 9 ).