الأمين هو الشخص الذي يخاف الرب، أي يحيا في محضره، ويسلك قدامه في كل حين، ولا يكره سوى الخطية. والأمانة هي الصفة التي تنهض في يوم الدين كالقياس الصحيح للسلامة الروحية؛ «كُنْتَ أَمِينًا» ( مت 25: 21 ؛ لو19: 17)، لأنها تتعلق بكل إنسان مهما كانت ظروفه المختلفة في الحياة، ومهما كثرت أو قَلَّت مواهبه وإمكانياته، فهي لازمة للفقير كما للغني، للمتعلم كما للعامي، للقوي كما للضعيف، للسيد كما للعبد، وهي الشيء الذي لا يستطيع أحد الاعتذار عنه أو التعلل بأنه خارج قدرته وحياته ونطاقه.
والمؤمن ليس فقط ابنًا في عائلة الله، وعضوًا في جسد المسيح، وحجرًا في هيكل سُكنى الروح القدس، بل هو أيضًا “وَكيلاً عَلَى نِعْمَةِ اللهِ الْمُتَنَوِّعَةِ” ( 1بط 4: 10 )، وعطايا سيده أمانة في عنقه. ومركز الوكالة يضع عليه مسؤولية الأمانة التي سيؤدي عنها الحساب «ثُمَّ يُسْأَلُ فِي الْوُكَلاَءِ لِكَيْ يُوجَدَ الإِنْسَانُ أَمِينًا» ( 1كو 4: 2 ).
والرب يسوع المسيح، في أمثاله، وبفمه الطاهر، علَّمنا ضرورة الأمانة: (1) ففي مَثَل العبد ( مت 24: 45 -50) حدَّثنا عن ضرورة الأمانة في الخدمة داخل البيت، أي في الكنيسة «وَبَيْتُهُ نَحْنُ» ( عب 3: 6 ). (2) وفي مَثَل العشر العذارى ( مت 25: 1 -13)، حدَّثنا عن ضرورة الأمانة في الأشواق في انتظار العريس. فإن كنا ننتظر الرب كالسيد، فيجب أن ننتظره بأمانة واجتهاد العبيد الأمناء الحكماء، وإن كنا ننتظره كالعريس، فيجب أن ننتظره بأشواق العروس. (3) وفي مَثَل الوَزنات ( مت 25: 14 -30)، حدَّثنا عن ضرورة الأمانة في الخدمة خارج البيت، واستخدام كل ما يعطيه المسيح لنا من المواهب الطبيعية أو الروحية، لنبشر بإنجيل الله بطريقةٍ ما. (4) وفي مَثَل الأمْنَاء ( لو 19: 12 -27)، حدَّثنا عن ضرورة الأمانة للرب في العيشة والسلوك كما يحق لإنجيل المسيح. ويا ليت كل هذا يظهر جليًا في حياتنا العملية.