الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 14 مايو 2021 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
اِقبلنا بإحسان
«قُولُوا لَهُ: ارْفَعْ كُلَّ إِثْمٍ وَاقْبَلْ حَسَنًا،ً فَنُقَدِّمَ عُجُولَ شِفَاهِنَا» ( هوشع 14: 2 )
إن هذه الصلاة التي أملاها الله نفسه على شعبه وهو يوجه إليه النداء بالعودة، لهي خليقةٌ بكل اعتبار. وهيا بنا نتبادلها مقطعًا مقطعًا، وازنين كل واحد منها في محضر الرب.

«ارْفَعْ كُلَّ إِثْمٍ وَاقْبَلْ حَسَنًا (اقبلنا بإحسان)»؛ هكذا تصرخ النفس النادمة. وإذ طال عليها الدنس، حتى كاد الضمير يُصاب بالشلل، فإن نور الله أخذ الآن يكشف الأمور على حقيقتها. وهذا ينشئ بُغضةً ونفورًا من الانحراف والضلال الذي طالما سايرناه وتسامحنا معه كأنه ليس ضلالاً. ومن ثم ينقلب عدم المُبالاة إلى تدريب عميق. وإذا بالنفس تُنَفِّس عن حقيقتها «ارْفَعْ كُلَّ إِثْمٍ». فتصبح الخطية كريهة في ذات اللحظة التي تدخل فيها النفس إلى محضر الله. وبعد ذلك تحس بالحاجة إلى النعمة، ومن ثمّ تنطلق منها الصيحة «اقْبَلْ حَسَنًا (اقبلنا بإحسان)»، ويا لها من رحمة أننا نُدعى للاقتراب إلى «إِلَهُ كُلِّ نِعْمَةٍ»!

ولن يكون هناك رجوع طالما يتهاون الإنسان ويعبث بالخطية، فتبقى غير مقضي عليها. ولكن في اللحظة التي يصدر فيها الاعتراف كاملاً، ونتحول في أمانة عن الإثم، فإن الكلمة تضمن لنا وتؤكد المغفرة السريعة «إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ» ( 1يو 1: 9 )، هذا مبدأ ينطبق على الخاطئ الهالك الذي يطلب الخلاص، كما على القديس الذي يضلّ والذي يطلب ردّ النفس.

وإذ نعرف هذا معرفة، مبعثها لا مشاعرنا، بل شهادة الكتب، حينئذٍ تصعد من القلب التسابيح والسجود «فَنُقَدِّمَ عُجُولَ شِفَاهِنَا». وعندما تستقيم الحياة ويصفو الضمير من الدنس، يكون السجود بالروح والحق. ومن ثمّ يتسنى للقديس السعيد أن يسكب في أذن الله، دون عائق، تسبيحات عِرفان الجميل، وينطلق سجوده كبخور متصاعد من القلب.

أيرنسايد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net