إن الصلاة هي السر الحقيقي للنُصرة. وهؤلاء الذين يرفعون أيدي الشفاعة من على رَأسِ التَّلَّةِ، كما فعل موسى، هم الذين يُحركون يد الله لنُصرة مَنْ يخوضون المعركة أسفلها ( خر 17: 8 -16).
وواحد من أعظم أغراض الشيطان أن يُعطِل المؤمنين عن الصلاة. والصلاة تعني أننا نتمتع في اسم الرب يسوع بما بذل فيه ربنا ثمنًا ما أغلاه، ليُعطينا إياه؛ أقصد الشركة مع الله. فعلى أساس الدم - ولا شيء غير الدم - قد صرنا في مركز أولاد الله. ولنا أن ندعوه «يَا أَبَا الآبُ» ( غل 4: 6 ). وما يُميّز الصلاة عن الاستجداء، هو روح التبني ( أف 2: 18 )؛ فالواحد من أولاد الله يأتي إلى أبيه في شجاعة؛ إذ هو يعرف حقوقه التي له كولد لله، على أساس كفارة المسيح، وهو لا يشك للحظة أن أباه هو «الْقَادِرُ أَنْ يَفْعَلَ فَوْقَ كُلِّ شَيْء،ٍ أَكْثَرَ جِدًّا مِمَّا نَطْلُبُ أَوْ نَفْتَكِرُ، بِحَسَبِ الْقُوَّةِ الَّتِي تَعْمَلُ فِينَا» ( أف 3: 20 ). وكم يلذ لي أن أقرأ هذه الآية مُصوَّرة على هذا النحو:
وما معنى قول الروح القدس: «فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ»؟ المعنى، هو أن الله قادر أن يفعل فوق ما نتصوَّر، وفوق ما يخطر على بال إنسان. أيها الإخوة: إن الله قادر أن يفعل إلى أبعد من أقصى حدود خيالنا، وأسمى آمالنا، وأعمق احتياجاتنا. إن قوة الله هي بلا حدود لمن يُصلي. وما من شيء ليصمد طويلاً أمام القوة القديرة التي للصلاة الحقيقية في الروح القدس.