الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 16 مايو 2021 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الله محبة
«مَنْ لاَ يُحِبُّ لَمْ يَعْرِفِ اللهَ، لأَنَّ اللهَ مَحَبَّةٌ» ( 1يوحنا 4: 8 )
«الله مَحَبَّة» ... ما دام الأمر كذلك فلا يجب البحث في أهلية أو استحقاق من يكون موضوع محبته. فالمسألة هي مَن هو الله؟ هو مَحَبَّة، ولا يمكن أن يكون غير هذا. قد ينشغل القلب بأسئلة وأبحاث كثيرة تتعلق بحالة وتَصَرّف الإنسان، وهذا حق وواجب، والروح القدس نفسه يُنشئ فينا مثل هذه المشغوليات، ويُثير مثل هذه الأبحاث، ولكن وراء كل هذا فإن تلك الحقيقة العُظمى لا تزال تبعث نورها في أشد لمعانه: «الله مَحَبَّة»، مهما تكن حالتنا، لأنه هو الله.

لاحظوا أنه لا يقول “الله مُحبّ”، ولكن «الله مَحَبَّة»، فليست المحبة مجرد صفة من صفاته، ولكنها ذات خاصية طبيعته. نحن لا نقرأ أن الله عدل أو الله قداسة، وهو لا شك عادل وقدوس. فليس مما يُعبِر عن تلك الحقيقة الكاملة والمُباركة أن نقول “الله مُحِبّ”، لأنه أكثر من هذا بكثير؛ هو المحبة نفسها، لذلك فالخاطئ - أيُّ مَن كان - عندما ينكشف له خرابه الكلي الكامل وشقاؤه الذي يمكن أن يبعث على اليأس، وشره وبؤسه وبطلان وحقارة كل ما فيه أو حوله، وأنه ليس في العالم كله ما يُشبِع قلبه، وليس في قلبه ما يُرضي الله أو يُرضي حتى ضميره الشخصي. أجل عندما تنفتح عيناه لكل هذه، حينئذٍ تُعرَض له هذه الحقيقة العُظمى «الله مَحَبَّة»، «لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ».

هنا حياة وراحة للنفس، هنا خلاص تام ومُطلق ودائم للمسكين المحتاج المُذنب الهالك؛ خلاص قائم لا على شيء في الإنسان أو منه، ولا على حالة هو عليها أو يمكن أن يكون عليها، ولا على عمله أو ما يمكن أن يقوم بعمله، بل على مجرَّد طبيعة الله، وما عمله الله؛ الله يُحبُّ ويُعطي، وعلى الخاطئ أن يؤمن ويأخذ.

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net