الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 11 يوليو 2021 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
قُربان الدقيق
«إِذَا قَرَّبَ أَحَدٌ قُرْبَانَ تَقْدِمَةٍ لِلرَّبِّ، يَكُونُ قُرْبَانُهُ مِنْ دَقِيقٍ» ( لاويين 2: 1 )
لم تكن التقدمة، أو قربان الدقيق، ذبيحة دموية، لذا فهي لم تكن تُكفِّر عن الخطية على الإطلاق، ولهذا فإنها كانت تُقدَّم دائمًا مع ذبيحة دموية، وخاصة المُحرقة. ويُحدثنا الدقيق عن كمال صفات وطهارة ناسوت الرب يسوع، والذي ظهر بجمال عجيب في حياته على الأرض. في حين تُكلّمنا نعومة وتجانس حبات الدقيق عن جمال الأخلاق الفريد الذي نلاحظه في كل تفاصيل شخصية وخطوات رب المجد. ولم يكن مسموحًا بالخمير على الإطلاق في هذه التقدمة، لأن الخمير يرمز للخطية، وهو - له كل المجد - «لَيْسَ فِيهِ خَطِيَّةٌ» ( 1يو 3: 5 ). وكان يجب أن تكون التقدمة ملتوتة بزيت، لتحدثنا عن الرب يسوع الذي حُبِلَ به بالروح القدس ( لو 1: 35 )، أو تكون مدهونة بالزيت فتحدثنا عن الرب يسوع الذي مُسِحَ بالروح القدس عند اعتماده في نهر الأردن، في بدء خدمته الجهارية.

والتقدمة كانت تُخبَز في التنور فتُعرَّض للحرارة الشديدة ( لا 2: 4 ). وهذا يُذكّرنا بأن الرب يسوع قد تألم آلامًا أعمق من أن نُدركها؛ آلامًا أُخفيت عن نظرنا، ورغمًا أنها ليست هي آلامه وأحزانه على الصليب - والتي كانت بكل يقين أعمق - ولكنها تُحدثنا عن مشاعر نفسه الداخلية كمن هو «مُحْتَقَرٌ وَمَخْذُولٌ مِنَ النَّاسِ، رَجُلُ أَوْجَاعٍ وَمُخْتَبِرُ الْحُزْنِ» ( إش 53: 3 ). ولم يكن هذا الحَزَن بسبب المعاملة التي لاقاها سيدنا فقط، ولكن بسبب حالة شعبه، مثل تلك التي نراها عندما بكى على أورشليم ( لو 19: 41 ). كما أنه حزن أيضًا لأن تلاميذه لم يُشاركوه حزنه عندما كان مزمعًا أن يذهب إلى الجلجثة.

ونحن مع أننا نرى دلائل لذلك الحزن، فإننا لا يُمكننا البتة أن نُدرِك أعماقه، فحرارة التنور التي تحملها في مساره هنا على الأرض، كانت أشد من أن ندركها بحواسنا الضعيفة.

ل. م. جرانت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net