الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 10 يناير 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
اُطلبوا أولاً
«اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ» ( متى 6: 33 )
من أروع تعاليم الرب يسوع، هذا الأمر الذي تحدث عنه مع الجموع في عظة الجبل، حينما قال: «اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ» ( مت 6: 33 ).

لاحظ أن مَن يطلب الرب أولاً يجده. ومَن يجده يجد الحياة. وهل هناك أعظم من الحياة الروحية الأبدية، قيمة ومعنى؟ ثم إن مَن يطلب الأمور الروحية أولاً، يُصبح من حقه أن يستمتع بها في حياته هنا على الأرض، ثم لاحقًا سريعًا في الأبدية التي لا تنتهي في السماء. كما وإن مَن يطلب الأمور الروحية “مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ أَوَّلاً”، لن يُحرَم قط مِن البركات الزمنية، بل ستجري هي خلفه، إن جاز القول «هذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ»؛ «إِنَّمَا خَيْرٌ وَرَحْمَةٌ يَتْبَعَانِنِي كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِي» ( مز 23: 6 ).

من أروع المشاهد التي تجمع بين وضع الإنسان الأولوية الصحيحة في حياته لله ولأموره من جهة، والبركة التي يحصلها نفس هذا الإنسان جزاء ترتيب أولوياته بشكل سليم، هو المشهد المعروف للأرملة الفقيرة في صِرْفَةَ، في زمن الجوع، والتي كانت تقش عودين لتعمل كعكة، وغاية مناها أن تأكلها هي وابنها ثم يموتا. فإذا بإيليا رجل الله، المُرسَل من قِبَل الرب إليها، لتعوله، يُفاجئها بالقول: «اعْمَلِي لِي ... أَوَّلاً» ( 1مل 17: 13 ).

نعم، إذا وضعنا الرب أولاً، في كل شيء، فهذا مكانه ومكانته اللائقة به، فنحن نُحسن صُنعًا مع إلهنا الذي لا يبيت مديونًا لأحد. لقد جاءتها البركات مضاعفة، نتيجة طاعتها، ليس فقط في كوار الدقيق الذي لم يفرغ، وكوز الزيت الذي لم ينقص، في زمن المجاعة، بل شُرِّفت بضيافة رجل الله إيليا، الذي استخدمه الرب لاحقًا لإقامة ابنها من الموت، في معجزة، هي الأولى من نوعها في تاريخ الوحي المقدس.

إسحق إيليا
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net