الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 21 يناير 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
تكميلُ مسرَّةَ الصلاحِ
«الَّذِي ابْتَدَأَ فِيكُمْ عَمَلاً صَالِحًا يُكَمِّلُ إِلَى يَوْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ» ( فيلبي 1: 6 )
يا لها من حقيقة تستحق أن تكون موضع ثقتنا؛ أن الله عندما يبدأ عملاً، لا بد أن يُكمّله! وهذا الإله الصالح، قد ابتدأ عملاً صالحًا في كنيسة فيلبي؛ لقد حرَّك ــــ بيده الصالحة ــــ الرسول بولس ومن معه، وقادهم إلى فيلبي، عندما منعهم أن يذهبوا إلى بيثينية، وقاد الرسول بولس من خلال رؤيا الرجل المكدوني وهو في ترواس. وبقدر عظمة الإعداد الإلهي للشهادة في هذه المدينة، فاضت النعمة الغنية لتفتقد بيوتًا وأفرادًا، نساءً ورجالاً. إنه الرب الصالح الذي ضمن استمرارية الشهادة في تلك المدينة، رغم عاصفة الاضطهاد التي أدخلت بولس وسيلا في السجن الداخلي.

لقد افتقد الرب الصالح بيوتًا في فيلبي؛ فعمل في قلب السجان وخلَّصهُ وأبهجهُ هو وجميع بيته. فأضاف بولس وسيلا، وغسَّلهما من الجراحات. كما غيَّر قلب ليدية، ووضع في قلبها سخاءً وإصرارًا أن تضيف القديسين في بيتها. ولقد درَّب الرب القديسين في فيلبي على العطاء من بداياتهم المبكرة. فتح الرب قلوبهم، ففتحوا له بيوتهم. أعطوا له أنفسهم، فهانت عليهم أموالهم. رغم فقرهم العميق، ظهر سخاءهم الشديد. ومن صلاح الرب أنه بارك الشهادة في ذلك المجتمع الغارق في الوثنية، والمُعادي للإنجيل.

لتكن المقاومة كيفما تكن، ولتشتد الحرب، فهذا لا يزعجنا، ولا يجعلنا نيأس، لأنه مهما كانت خطة الشرير، فخطة الله تسير. الرب حتمًا سيُكمل عمله فينا مهما تألمنا، ومهما ثابرنا بالصبر في الجهاد الموضوع أمامنا. فنحن نرى نهاية المشوار بمنظار الرجاء، في ضوء مواعيده الصادقة لنا. ليت قلوبنا تمتلئ بذات الثقة، أن الرب لن يتركنا نُصارع الأمواج وحدنا مُعذَّبين، بل الذي قادنا من البداية في منعطفات الألم ورهبة الليل، سوف يُرسل عونًا في حينه، ليُكمِّل عمله الصالح الذي قد ابتدأه فينا، إلى أن يجيء ويعوِّض القديسين عن آلام جهادهم، ويكافئ ثباتهم وصبرهم أمام كرسي المسيح.

أيمن يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net