الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 22 يناير 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
السجود والخدمة
«مَنْ آمَنَ بِي، كَمَا قَالَ الْكِتَابُ، تَجْرِي مِنْ بَطْنِهِ أَنْهَارُ مَاءٍ حَيٍّ» ( يوحنا 7: 38 )
إذا كان الروح القدس في يوحنا 4 يربط المؤمن مع الابن ومع الآب، وهكذا يحمله إلى السجود، فإنه في يوحنا 7 نجد البركة الجديدة الموعود بها، مرتبطة بالخدمة أكثر من السجود «تَجْرِي مِنْ بَطْنِهِ أَنْهَارُ مَاءٍ حَيٍّ»؛ هذا يعني الفيضان، وذلك يستلزم سيادة المؤمن بالنعمة في البرية التي يعبرها، سيادة مطلقة، وارتباط المؤمن بالروح القدس الآن بالرب يسوع، حتى يستطيع أن يحتقر كل ما يُقَدِّمه العالم، ولا ينظر إليه إلا كشيء رخيص. ومن الجانب الآخر يُدرك الغنى الذي لا يستطيع القلب البشري أن يُدركه، كثمر لا لشيء، إلا لنعمة المُخلِّص. إن الروح القدس المُعطى لنا من الإنسان المُمجَّد، الرب يسوع المسيح، يجعلنا نُدرك المجد الذي لنا، ويملأنا لدرجة الفيضان ــــ بالارتباط به ــــ للآخرين هنا على الأرض.

والفارق بين عمل الروح القدس في كل من أصحاحي 4، 7 من إنجيل يوحنا، يُذكرنا بالفارق بين “الكهنوت المقدس” و“الكهنوت الملوكي” ( 1بط 2: 5 ، 9). فالرسول بطرس يتكلَّم عنا كمَن امتلكنا هذا الكهنوت المزدوج، وهذا يعني الإدراك المُميِّز لمكاننا كمَن اقتربنا إلى الله. فما هي وظيفة “الكهنوت المُقدَّس”؟ إنها تقديم ذبائح روحية. ولكن من الجانب الآخر يُقال عنا “كهنوت ملوكي”. والمقصود هنا ليس تقديم ذبائح الحمد والشكر، بل أن نُخبِر بفضائل ذاك الذي دعانا من الظلمة إلى نوره العجيب. وهكذا يتبرهن الواحد في حمدنا لله بربنا يسوع المسيح، والآخر يُظهر قيمة الرب بين الناس، كمن تعامل معنا بطريقة لا يقدر أن يرتبها إلا الله وحده. والمسيحي يفعل حسنًا إذا مثل أمامه هذا المقام وهو هنا في هذا العالم. أما أن يبحث عن مجد أرضي، فهذا انحطاط. إن الدمار للمسيحي هو أن ينسى أننا هنا لكي نعمل مشيئة الله، وأن نكون شهود مسيح مرفوض على الأرض، مُمجَّد في السماء. نحن في البرية، فبدلاً من أن نشرب من صخرة خارجية، لنا ينبوع في الداخل. نعم، تجري من بطوننا أنهار ماء حي.

كلي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net