الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 23 يناير 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
من أجلكم افتقر
«كَانَ يُمْكِنُ أَنْ يُبَاعَ هذَا بِأَكْثَرَ مِنْ ثَلاَثِمِئَةِ دِينَارٍ وَيُعْطَى لِلْفُقَرَاءِ» ( مرقس 14: 5 )
يا لغباء القلب البشري! لماذا يعترضون على ما أظهرته المرأة من محبة قلبية للرب؟! ولنتكلم بحذر فنقول: هل عاش المسيح حياة أنانية على الأرض؟ هل كان من عادته ــــ له المجد ــــ أن يُهمل حاجات الفقراء، حتى أن التلاميذ يضنون عليه بهذه الهدية؟ لقد كانت حياة الرب كلها مُكرَّسة للمساكين، وها هو مزمع أن يُقدِّم نفسه للموت بعد ساعات قليلة لأجلهم. وإذا بالتلاميذ يبحثون قضية الفقراء بهذه الصورة المؤلمة، كأن المسيح يحتاج إلى مَنْ يذكّره بها.

وكم كانت إجابة الرب لهم جميلة! فهو يُعَرّفهم أنه حقًا يؤيد مطالب الفقراء، وذكّرهم بأنهم سيجدون معهم في كل حين أُناسًا مُحتاجين، وأنهم يستطيعون أن يعملوا بهم خيرًا ويخدموهم كلما أمكن لهم ذلك «لأَنَّ الْفُقَرَاءَ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ، وَمَتَى أَرَدْتُمْ تَقْدِرُونَ أَنْ تَعْمَلُوا بِهِمْ خَيْرًا» ( مر 14: 7 ).

ولكن عيونهم لم تستطع أن ترى أنه هو نفسه كان في وسطهم فقيرًا مُخلِيًا نفسه من هالة المجد. وأن الشخص الذي هو “صُورَة الله”، قد “أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ” ( في 2: 6 -8)، «فَإِنَّكُمْ تَعْرِفُونَ نِعْمَةَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَنَّهُ مِنْ أَجْلِكُمُ افْتَقَرَ وَهُوَ غَنِيٌّ، لِكَيْ تَسْتَغْنُوا أَنْتُمْ بِفَقْرِهِ» ( 2كو 8: 9 ).

ولو كانت عيون إيمان التلاميذ مفتوحة، لأدركوا أن هذا الذي في وسطهم، والذي يوجهون إليه الكلام بجهل، كان أفقر الجميع، ليس فقط لأنه لم يكن لديه ما يملكه، ولكن بسبب غنى السماء ومجدها، الذي وضعه جانبًا لكي يصير إنسانًا هنا على الأرض. ومَنْ يستطيع أن يقيس مدى الغنى الذي يخص الرب كخالق كل الأشياء، ومدى العظمة التي تخلَّى عنها؟

ليتنا نتعلَّم من هذه الحادثة، أن نحرص على الكلمات التي ننطق بها في حضرته، ونجد لذتنا وفرحنا، كما فعلت مريم، في تقديم تعبد قلوبنا له.

بللت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net