الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 1 فبراير 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يجلِس مُمَحِّصًا
«رَبُّ الْجُنُودِ ... يَجْلِسُ مُمَحِّصًا وَمُنَقِّيًا لِلْفِضَّةِ. فَيُنَقِّي بَنِي لاَوِي وَيُصَفِّيهِمْ كَالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ» ( ملاخي 3: 1 -3)
حدَّاد قَبِلَ المسيح مُخلِّصًا شخصيًا له، وبعدها بحوالي ثماني سنوات، اقترب منه رجل غير مؤمن ليسأله: “لماذا ازدادت مشاكلك وكثرت؟ إنني أُتابعك منذ أن ارتبطت بالكنيسة، وبدأت تسلك بالاستقامة، وتحب الجميع، لاحظت أن المشاكل تضاعفت، والحوادث كثرت معك أكثر من ذي قبل. لقد كنت أظن أن الإنسان منذ أن يُعطي حياته لله، تنتهي مشاكله، كما يقول لنا المُبشرون!”

فأجابه الحدَّاد بوجه مُشرق وهادئ: “أَترى هذه القطعة من الحديد التي في يدي؟ إنها لكي تكون نافعة للاستخدام، وتصلح لتُوضَع في مكانها في هذه العربة، فلا بد أن تُصبِح فولاذية. ولهذا تحتاج إلى تقسية خاصة لبعض الوقت. ولذلك أضعها في النار حتى تَحْمَرَّ بشدة، ثم أغمرها بسرعة في حوض به ماء بارد. وأكرّر هذه العملية عدة مرات، فإذا وجدتها صلبة، عندئذٍ أضعها في النار، ثم أطرقها بشدة، وبلا رحمة أو هوادة. وبعدئذٍ تكون أمامي قطعة حديد جاهزة للاستخدام. لاحظ أن الكثير من الحديد هش وقابل للكسر. وها أنت ترى الحديد الخردة بكميات كبيرة، ولا يصلح للاستخدام، وليست له قيمة تُذكر. أما الحديد الخاص بالعربة فهو غالي القيمة جدًا”.

وأكمل الرجل حديثه قائلاً: “لقد خلَّصنا الله، وابتسم في وجوهنا. وابتسامته لنا تعني السماء، ولكنه يُريدنا أن نخدمه مثلما أريد أنا استخدام قطعة الحديد هذه للعربة. إنه يُريدنا أن نكون في قوة وصلابة مثل المسيح، لهذا فإنه ـــــ تبارك اسمه ـــــ يضعنا في امتحانات كثيرة. ومنذ أن رأيت وعرفت ذلك فإنني أقول له دائمًا: يا رب ... اختبرني وامتحني بالطريقة التي تختارها لي، ولكن ـــــ أرجوك ـــــ لا تُلقيني في صندوق الخردة”.

داربي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net