الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 3 فبراير 2022 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يوناثان وحامل سلاحِهِ
«لَيْسَ لِلرَّبِّ مَانِعٌ عَنْ أَنْ يُخَلِّصَ بِالْكَثِيرِ أَوْ بِالْقَلِيلِ » ( 1صموئيل 14: 6 )
في 1صموئيل 13، نرى ما يستطيع الجسد أن يعمله، أو بالحري ما لا يستطيع أن يفعله؛ وهو انتظار وقت الله، فالملك شاول، فقد صبره، وقدَّم بنفسه الذبيحة، وهو ما لا يحق له. أمَّا في 1صموئيل 14، فعلى النقيض من ذلك، نرى ما يستطيع الإيمان أن يفعله.

وإذا تكلَّمنا إنسانيًّا نقول إنَّ تصرف يوناثان كان مخاطرة حمقاء، فقد كان الفلسطينيون يشغلون الأماكن الاستراتيجية والحصون، لكن يوناثان كان له الإيمان الذي يستند على قوَّة الله، وكان منتظِرًا منه علامة لكي يتقدم ويصعد.

في موقعهم الاستراتيجي المرتفع لاحظ الفلسطينيون يوناثان وحامل سلاحه صاعدين، ولم يدعوا فرصة التهكم عليهما تفلت منهم، فقالوا لهما: «اصْعَدَا إِلَيْنَا فَنُعَلِّمَكُمَا شَيْئًا» (ع12)، ولم يدروا أن هذه هي العلامة لهذين البطلين لكي يتقدما (ع10)، بناء على أمر الرب، لكي يبطشا بأعدائهما.

والإيمان كما يعرف أن ينتظر، يعرف أيضًا أن يتقدَّم صاعدًا لكي يحارب، متى أتت اللحظة المناسبة من قبل الرب. وهكذا تسلق البطلان الجبل بشجاعة فائقة، ولم يعملا حسابًا للمخاطر التي قد يتعرضان لها، فتفكيرهما كانا مثبتًا على الرب وحده، وما يقدر هو على عمله بواسطتهما. ولقد أكرم الرب إيمانهما، فسقط الفلسطينيون قتلى أمامهما، وتهكّم اللحظة الماضية انقلب الآن إلى رعب، شمل كل محلة الفلسطينيين، وفي حماقتهم وجهلهم بدأوا يقتلون بعضهم بعضًا (ع20). ومن الناحية الأخرى فإن العبرانيين الخائفين استردوا شجاعتهم وتجمعوا من جديد. ومن هذا نتعلم درسين هامين: الأول، أن بداية صغيرة بالإيمان يكون لها نتائج عظيمة؛ والثاني، أنه إذا توافرت الأمانة، فإن الله قادر أن يستخدمنا مهما كنا ضعفاء وقليلين، لبركة إخوتنا المؤمنين من حولنا.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net